سياسي يميني تركي يستعد لتأسيس حزب جديد يتغذى على معاداة اللاجئين

سياسي يميني تركي يستعد لتأسيس حزب جديد يتغذى على معاداة اللاجئين

 

يستعد سياسي يميني تركي لتأسيس حزب سياسي جديد في البلاد يتغذى على معاداة اللاجئين، مستغلا تصاعد الاحتقان الداخلي حول ملف اللاجئين السوريين والأفغان بشكل غير مسبوق، إذ يتخذ السياسي أوميت أوزداغ، غير المرغوب به في الكثير من الأحزاب السياسية، مواقف متطرفة توصف بـ”العنصرية” تجاه اللاجئين مستغلا الاحتقان الداخلي المتصاعد حول الملف الذي يعتقد أنه سيكون محرك مهم في توجهات الناخبين الأتراك في الانتخابات المقبلة.

 

والأربعاء، قال أوميت أوزداغ، النائب في البرلمان التركي عن مدينة إسطنبول، أنه سيعلن في السادس والعشرين من الشهر الجاري عن حزبه السياسي الذي يعمل منذ أشهر على تأسيسه عقب إعلانه “حركة سياسية” وبدأ على أثرها جولات سياسية واسعة في عموم البلاد للترويج للحزب الجديد في ظل الازدحام الذي تشهده الحياة السياسية وموجة تأسيس عدد كبير من الأحزاب السياسية من منشقين من الأحزاب التقليدية.

 

وأوزداغ نائب عن مدينة إسطنبول قضى معظم حياته السياسية في حزب الحركة القومية التركي (يميني قومي) وحاول الوصول إلى قيادة الحزب من خلال الإطاحة بزعيمه دولت بهتشيلي قبل أن يفصله الحزب من عضويته عام 2006 ويعود له بقرار من المحكمة عام 2010 وبعد أن تولى مناصب متقدمة في قيادة الحزب قدم استقالته عام 2016 بسبب خلافات حول مواقفه السياسية المخالفة لتوجهات زعيم الحزب، ورغم محاولاته العودة إلا أن اللجنة التأديبية للحزب فصلته بشكل نهائي في أواخر عام 2016.

 

وبعد ذلك، انتقل أوزداغ ليكون من الشخصيات المؤسسة لحزب “الجيد” الذي تزعمته ميرال اقشينار وشخصيات أخرى منشقة عن حزب الحركة القومية، وعلى الرغم من أن حزب الجيد قدم نفسه على أنه حزب قومي وسطي إلا أنه اتخذ مواقف متطرفة ضد اللاجئين واعتبر من أكثر الأحزاب السياسية في البلاد التي استغلت ملف اللاجئين في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي شهدتها البلاد عام 2018 وفاز فيها بمقاعد برلماني عن محافظة إسطنبول.

 

وعلى الرغم من ذلك، اتخذ اوزاغ مواقف أكثر تطرفاً من تلك التي اتخذتها قيادة حزب الجيد بشكل عام، وهو ما فجر خلافات تصاعدت تدريجياً بينه وبين قيادة الحزب حول ملفات مختلفة ومنها مواقفه “العنصرية” ضد اللاجئين، قبل أن يتم فصله من الحزب عام 2020 حيث أعلن تأسيس حركة سياسية قبل أن يعلن عن تأسيس حزبه الجديد بشكل رسمي في السادس والعشرين من الشهر الجاري.

 

ويصنف أوزداغ على أنه من أكثر السياسيين الأتراك عداء للاجئين، ويعتبر أنه لا يمتلك برنامجا سياسيا واضحا حول أي من القضايا السياسية الجوهرية في البلاد باستثناء مواقفه المتشددة ضد اللاجئين السوريين والأفغان، إذ تصاعدت حملاته اليومية ضد اللاجئين في الأشهر الأخيرة واعتبرت صحف تركية أن مواقفه المتشددة كانت محرضا للكثير من أحداث العنف التي وقعت مؤخراً بين مواطنين أتراك ولاجئين، لا سيما الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة أنقرة ونتج عنها مقتل شاب تركي، وهجمات استهدفت حيا كاملا يقطنه لاجئون سوريون.

 

وشهدت الأسابيع الأخيرة تصاعداً كبيراً في حملات التحريض التي تستهدف اللاجئين، حيث انتشرت طوال الأيام الماضية حملات غير مسبوقة تحرض على اللاجئين السوريين والأفغان وتطالب بسرعة ترحيلهم من البلاد، وذلك بعدما عاد ملف اللاجئين ليتصدر النقاشات السياسية والاجتماعية على خلفية تصاعد وصول أعداد كبيرة من اللاجئين الأفغان من الحدود الإيرانية إلى تركيا وما رافق ذلك من ظواهر وحوادث مختلفة، وهو ما يرى محللون أنه رفع أسهم الخطاب المعادي للاجئين وأغرى كثيرون لمحاولة حصد أصوات الناخبين في الانتخابات المقبلة من خلال الخطاب المعادي للاجئين.

 

وشهدت السنوات الأخيرة حملة واسعة من الانشقاقات التي عصفت بالأحزاب السياسية التقليدية وهو ما انبثق عنه سلسلة من الأحزاب السياسية الجديدة التي تشي بتغيير جوهري في التركيبة السياسية التقليدية في البلاد وتشتيت أصوات الناخبين بين عدد أكبر من الأحزاب وهو ما يفترض خارطة جديدة للتحالفات السياسية.

 

وبدأت تركيبة الأحزاب السياسية تتغير في البلاد بشكل لافت، منذ انشقاق ميرال أقشنار عن حزب الحركة القومية وتشكيلها حزب جديد “حزب الجيد”، حيث سحبت جزءا مهما من أصوات ناخبي الحزب الأم وتمكنت في أول انتخابات تخوضها من حصد نسبة غير متوقعة من أصوات الناخبين وشكلت كتلة برلمانية وازنة داخل البرلمان.

 

ولاحقاً، انشق عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم عن الحزب الأم وباشروا بتشكيل أحزاب سياسية جديدة، إذ شكل رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو “حزب المستقبل”، كما شكل وزير الاقتصاد السابق على باباجان “حزب الديمقراطية والتقدم”، وسط تكهنات حول إمكانية لجوء قيادات أخرى مبتعدة عن الحزب لتشكيل أحزاب جديدة خلال الفترة المقبلة.

 

هذه الانشقاقات، طالت أيضاً حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، إذ شكل محرم إنجي مرشح الحزب السابق للانتخابات الرئاسية لتشكيل حزب سياسي جديد عقب خلافات حادة جداً مع قيادة الحزب، كما شكلت قيادات أخرى منشقة عن الحزب أحزابا صغيرة أقل تأثيراً. إلى جانب أحزاب متفرقة شكلتها شخصيات سياسية مستقلة في مشهد يشي بحجم التغيير الذي تشهده التركيبة السياسية التقليدية في البلاد.


مصدر الخبر :موقع "القدس العربي"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *