صحيفة تركية تسلط الضوء على فيلم وثائقي يروي قصة مستشفى “تحت الأرض” بريف دمشق

صحيفة تركية تسلط الضوء على فيلم وثائقي يروي قصة مستشفى “تحت الأرض” بريف دمشق

سلطت صحيفة “يني شفق” التركية الضوء على فيلم وثائقي جديد يروي قصة مستشفى عمل على إنقاذ أرواح آلاف السوريين “تحت الأرض” في الغوطة الشرقية هرباً من قصف نظام الأسد وبطشه.
وذكرت الصحيفة، بحسب ما ترجمه موقع “الجسر تورك”، أن الفيلم يحمل اسم “الكهف”، وهو من توقيع المخرج السوري “فراس فياض”، الذي أخرج فيلم “آخر الرجال في حلب”، وترشّح من خلاله لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي لعام 2017.
يروي الفيلم الجديد قصة الطبيبة السورية “أماني بلور” التي عملت وفريقها المؤلف من 130 شخصاً على إنقاذ أرواح آلاف السوريين، على مدار 6 أعوام، داخل مستشفى أُنشئَ تحت الأرض في الغوطة الشرقية، هرباً من قصف نظام الأسد وهجماته الكيماوية التي طالت المنطقة.
ويعرض “الكهف” الحياة اليومية للطبيبة أماني وزملائها، الذين يواجهون الموت بشكل دائم في سبيل إنقاذ المدنيين، وعملهم على تدعيم المستشفى ليبقى صامداً أمام بطش النظام في ظل الحصار والهجمة الشرسة التي تعرضت لها الغوطة الشرقية ما بين عامي 2012 – 2018.
ولفت فياض الانتباه في حديثه للصحيفة إلى أن عملية التصوير استمرت على مدار عامين، مضيفاً أن الفيلم لم يُنجز بعد.
وتابع أن دافعه للعمل كان شعوره بالمسؤولية لكشف الجرائم التي يشهدها الشعب السوري في ظل الخذلان الدولي إزاء استخدام نظام الأسد الأسلحةَ الكيماوية عام 2013، والتي تُعد واحدة من أكثر جرائم الحرب وحشية في التاريخ الحديث.
وقدمت شركة “ناشيونال جيوغرافيك” فيلم الكهف كأحد أفلامها الوثائقية المرشحة لنيل جائزة الأوسكار، وفقاً لما أعلنته الشركة عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر”.
بدورها التقت صحيفة “يني شفق” التركية ببطلة الفيلم الطبيبة “أماني”، التي تعمل الآن على إنهاء مرحلة اختصاصها في أحد مستشفيات غازي عنتاب، ودار بينهما الحوار الآتي:
يني شفق: ما الذي دفعكم لإنشاء مستشفى “الكهف” هذا؟
الطبيبة: كانت الغوطة الشرقية حينها محاصرة من قبل نظام الأسد من ثم بدأت الهجمات الكيماوية، فقد الكثير من المدنيين أرواحهم حينها، وقررنا نقل المستشفى إلى تحت الأرض خشية من استهدافه.
يني شفق: كم كان عددكم حينها؟ وكم كان عدد الأشخاص الذين باستطاعتكم تقديم الخدمات الطبية لهم؟
الطبيبة: كان طاقمنا الطبي مؤلفاً من نحو 130 شخصاً، كنا نقدم الخدمات لقرابة 400 ألف مدني محاط بالموت من كل اتجاه.
يني شفق: حدّثينا عن تجربتك بالعمل كطبيبة تحت الأرض.
الطبيبة: كنا نعمل باستمرار تحت أصوات القصف، واجهنا صعوبات كبيرة في تأمين المستلزمات الطبية اللازمة لعلاج مئات الجرحى يومياً، كما أن احتياجنا للدم كان أحد أكبر المشاكل التي نواجهها، كل يوم جديد كان يعني لنا المزيد من الموت والإصابات، وكنا نسأل أنفسنا بشكل دائم “متى سينتهي كل هذا؟ وإلى متى سنشهد موت المزيد من الأطفال؟”.
يني شفق: ماذا عن الحالة النفسية؟
الطبيبة: العمل تحت الأرض إضافة إلى مسؤوليتنا المتعلقة بتأمين المستلزمات الطبية التي تنفذ باستمرار، جميع هذه الأمور كانت تولّد ضغطاً نفسياً كبيراً على كادرنا، تنفذ الكلمات في بعض الأحيان، ونبقى بانتظار أن تنقضي هذه الأيام حالكة السواد.
يني شفق: كيف أصبحتِ جزءً من فيلم “الكهف” الوثائقي؟
الطبيبة: حضر السيد فراس (مخرج الفيلم) إلى الغوطة الشرقية، واستمع إلى حكايتنا، كان علينا الاهتمام بالكثير من الجرحى، واصلنا عملنا بشكل طبيعي، وتواجدوا هم حولنا لتصوير الفيلم على مدار عامين.
يني شفق: أخبرنا مخرج الفيلم أن النساء لعبنَ دوراً مهماً للغاية في استمرارية عمل مستشفاكم… ما هو رأيكم
الطبيبة: شكّلنَ النساء غالبية الكادر الطبي لكنه ضم رجالاً أيضاً، وكان تركيزنا جميعاً منصباً على إنقاذ أرواح المدنيين.
يني شفق: ما هي أحلامك المتعلقة بمستقبل سوريا؟
الطبيبة: أتمنى أن تتخلص سوريا من حكم نظام الأسد الديكتاتوري، كما آمل أن يأتي اليوم الذي تنتهي فيها الحروب ويسود السلام كافة أرجاء العالم، اضطررت للتوقف عن متابعة اختصاصي بقسم الأطفال جراء الحرب، وأتابع اليوم اختصاصي في تركيا، أتمنى أن أعمل يوماً ما في أحد مستشفيات الأطفال في سوريا، وليس في مستشفى يقع تحت الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *