سلالة كورونا الجديدة تدفع دولاً عدة لتعليق الرحلات مع بريطانيا

سلالة كورونا الجديدة تدفع دولاً عدة لتعليق الرحلات مع بريطانيا

أثار ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا في بريطانيا والتي لها قدرة أكبر على الانتشار، قلق العالم، ما دفع عدد كبير من الدول لتعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا بما فيها تركيا.

وتم الانتهاء من الدراسة التفصيلية الأولى للسلالة الجديدة المثيرة للقلق في 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، و أطلق عليها اسم “VUI-202012/01”.

وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، في وقت سابق، إن سلالة كورونا الجديدة التي تم اكتشافها مؤخرا باتت خارج نطاق السيطرة، مشيرا أنها ظهرت بشكل أساسي في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وأظهرت أحدث الأرقام أن 43 بالمئة من الحالات الجديدة في جنوب شرق بريطانيا سببها هذا النوع الجديد من الفيروس، وأن معدل الإصابات في الشرق بلغ 59 بالمئة، و62 بالمئة في العاصمة لندن.

كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن السلالة الجديدة لها قدرة انتشار أسرع بنسبة 70 بالمئة، لافتا أنه لا توجد بيانات تشير إلى أنها أكثر فتكا من السلالة الأصلية.

بدورها، قالت وزارة الصحة البريطانية، إنه لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة أكثر خطورة أو أكثر تسببا للوفاة.

وأضافت الوزارة: “نواصل فحص الحالات لفهمها بشكل أفضل، نعلم أن معدل الوفيات تتأخر وسنحتاج إلى مراقبة ذلك باستمرار في الأسابيع القادمة”.

وأوضحت أنه لا يوجد دليل على أن لقاح “فايزر” لن يكون قادرا على حماية الناس من السلالة الجديدة، مؤكدة أن الدراسات المخبرية تتواصل حول هذا الموضوع.

من جهته، يرى الباحث في جامعة بولونيا، فيديريكو جيورجي، أن العلاجات التي يجري تطويرها حاليا بما فيها اللقاحات قد تكون فعالة ضد جميع سلالات الفيروس.

وأضاف أن هناك ما لا يقل عن سبع مجموعات أو سلالات رئيسية من كورونا بما فيها الأصلية التي اكتشفت في ووهان الصينية في ديسمبر الماضي، وأطلق عليها العلماء السلالة “L” ثم تطورت للسلالة “S” بداية 2020، قبل أن تتغير لسلالتي “V” و “G”.

وأشار إلى أن السلالة “G” كانت الأكثر شيوعا في أوروبا وأميركا الشمالية، وتطورت إلى سلالات”GR” و “GH” و “GV” مع انتشارها السريع.

بينما استمرت السلالة “L” لفترة أطول في آسيا نظرا إلى إسراع الكثير من البلدان في تلك القارة إلى إغلاق حدودها ووقف الحركة وفرض تدابير مكافحة الفيروس.

ولفت جيورجي إلى أن الطفرات الأقل تكرارا من الفيروس اعتبرت من سلالة “O”.

** حظر السفر

ورغم عدم وجود بيانات حتى الآن تشير إلى أنها أكثر فتكا أو أن بمقدورها جعل اللقاحات غير ذات تأثير، بدأت الدول في إغلاق الحدود مع المملكة المتحدة عبر اتخاذ مزيد من التدابير.

وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أنه تم اتخاذ قرار بشأن تعليق الرحلات الجوية من بريطانيا والدنمارك وهولندا وجنوب إفريقيا إلى تركيا.

وفي إطار التدابير المتخذة لمواجهة مخاطر السلالة الجديدة للفيروس، أوضح قوجة أن جميع القادمين عبر رحلات جوية ما زالت في طريقها إلى بلاده، ستُجرى لهم الفحوصات اللازمة وسيخضعون للحجر الصحي.

** تذاكر القطار الأخير

وشرعت الدول الأوروبية بإيقاف رحلات القطارات مع بريطانيا، إلى جانب النقل الجوي والبري والبحري.

وأفاد بيان صادر عن شركة السكك الحديدية “يوروستار”، إلغاء رحلات القطار بين لندن وبروكسل، وبين لندن وأمستردام، وأشارت الشركة إلى أنها ستوقف لاحقا رحلات باريس أيضا.

ونتيجة هذا القرارات، شهدت محطة قطار “سانت بانكراس الدولية” نشاطا في حركة القطارات المغادرة من بريطانيا إلى هولندا وبلجيكا وفرنسا.

** الدول الأوروبية تحظر السفر، الواحدة تلو الأخرى

وأعلنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وبلغاريا والنمسا وفنلندا وهولندا أنها ستوقف الرحلات الجوية مع المملكة المتحدة.

فيما أعلنت التشيك أنها ستطبق إجراءات حجر صحي أكثر صرامة على القادمين من المملكة المتحدة.

ودخل الحظر الذي فرضته هولندا حيز التنفيذ صباح الأحد، ويستمر حتى نهاية العام الجاري.

وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، إنهم فرضوا حظرا على الرحلات الجوية لمدة 24 ساعة اعتبارا من منتصف ليل الأحد.

من جانبه، أعلن وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا، الأحد، أنهم اتخذوا قرارا بوقف الرحلات الجوية من المملكة المتحدة ومنع من كانوا في بريطانيا خلال الـ 14 يوما الأخيرة من دخول إيطاليا، وأن القرار سيكون ساري المفعول حتى 6 يناير / كانون الثاني القادم.

بدورها، لم تعلن الحكومة النمساوية بعد متى سيبدأ حظر الرحلات الجوية.

وأفاد مسؤولون ألمان بتعليق الرحلات الجوية من المملكة المتحدة اعتبارا من منتصف ليل الأحد، بحيث يستمر الحظر حتى 31 ديسمبر / كانون الأول.

أما رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس، فأعلن أن بلاده ستعلق النقل الجوي والبري والبحري مع المملكة المتحدة لمدة 48 ساعة.

كما أعلنت الحكومة الأيرلندية أيضا أنها فرضت حظرا لمدة 48 ساعة على الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا.

ومن المتوقع أن تطول قائمة الدول التي تحظر الرحلات مع بريطانيا بشكل أكبر، بعد اتخاذ الكويت والمملكة العربية السعودية حظر الرحلات الجوية.

** انقطاع الإمدادات الغذائية

في غضون ذلك، صرح مسؤولو “ميناء دوفر” أنه لن يُسمح للشاحنات بمغادرة بريطانيا لمدة 48 ساعة على خلفية القرار الفرنسي.

ورغم أن الشحن من فرنسا إلى المملكة المتحدة مسموح به، إلا أن ثمة مخاوف تعتري السائقين من السفر لتجنب أن يعلقوا في المملكة المتحدة.

وقد تتسبب هذه القيود الحدودية في انقطاع الإمدادات الغذائية وشحن البضائع البريطانية إلى القارة الأوروبية.

وحذر المدير التنفيذي لاتحاد الأغذية والمشروبات البريطاني، إيان رايت، من أن تعليق حركة الشحن من بريطانيا إلى فرنسا قد يؤدي إلى انخفاض خطير في توريد الأغذية الطازجة إلى بريطانيا وصادراتها من الأطعمة والمشروبات خلال فترة أعياد الميلاد.

وشدد على ضرورة أن تقنع الحكومة البريطانية نظيرتها الفرنسية على وجه السرعة بإعفاء سائقي الشاحنات من الحظر.

** جونسون يعقد اجتماعا طارئا للحكومة البريطانية

وقرر رئيس الوزراء جونسون عقد اجتماع طارئ للحكومة في لندن، من أجل مناقشة حظر السفر ومنع مرور الشاحنات.

وأعلنت رئاسة الوزراء في بيان، عن عزمها عقد اجتماعات أخرى “لضمان تنفيذ الخطط الفعالة”.

وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية، أن حكومات الدول تعتبر قيود السفر قرارا خاصا بها.

ومن جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي عقد اجتماع أزمة اليوم الإثنين، في الساعة 11:00 لتحديد الخطوات الواجب اتخاذها تجاه الأزمة.


مصدر الخبر :الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *