“سبايدرمان” بطل المسنين بولاية أنطاليا

“سبايدرمان” بطل المسنين بولاية أنطاليا

بزيّ “الرجل العنكبوت”، كما في فيلم “سبايدرمان” الشهير، يسرع المواطن التركي براق صويلو، إلى تلبية احتياجات المسنين غير القادرين على الخروج من منازلهم، في ظل قيود فيروس كورونا، وتوصيل متطلباتهم إلى بيوتهم، حتى بات “بطلا” في نظر المسنين.

يسكن صويلو (27 عاما) في ولاية أنطاليا المطلة على سواحل البحر المتوسط جنوب غربي البلاد، وهو ابن أسرة تعمل في مجال السياحة.

ومنذ أن كان صويلو، في المرحلة الثانوية من تعليمه، شغف بالرقص وتقليد حركات دور البطل الخيالي “الرجل العنكبوت”، مثل “وضعية الوقوف العكسية”، و”إلقاء الشباك”.

ونتيجة لهذا الشغف الكبير في داخله، عمل لفترة في تقديم العروض الراقصة وأداء الحركات البهلوانية في العديد من الفنادق.

ومع تقييد السلطات التركية، حركة خروج المسنين ما فوق عمر الـ 65، والأطفال والشباب دون الـ 20، والمصابين بأمراض مزمنة، شمّر براق، عن ساعديه، لمساعدتهم في ظل هذه الجائحة، حيث ارتدى زي الرجل العنكبوت، متجولا بين شوارع وأزقة المدينة، باحثا عن مسن أو مريض أو ملهوف بحاجة إلى المساعدة.

يعرض براق، المساعدة على الأطفال والمسنين، لتلبية احتياجاتهم من الخبز والخضار والفاكهة.. حيث يأخذ منهم قائمة بالمتطلبات، ثم يشتريها من المتاجر والدكاكين ليوصلها إلى منزل صاحب الطلب، دون أجر.

وبسبب زيه غير التقليدي، يلقي صويلو، البسمة على وجوه الأطفال والشيوخ وأصحاب الدكاكين، مخففا بذلك عنهم ولو جزءا بسيطا من كاهل الأزمة التي لمت بالمواطنين.

قوتي الخارقة تتمثل بفعل الخير

في حديثه للأناضول، أعرب براق صويلو، عن شغفه وحبه الكبيرين بشخصية الرجل العنكبوت.

وأشار إلى أنه رسم خارطة حياته كلها تماشيا مع هذه الشخصية الخيالية التي تسارع في مساعدة المحتاج والملهوف.

وأضاف صويلو، أنه يتجول في الشوارع إما بسيارته الكلاسيكية المكتوبة عليها عبارة “سبايدرمان”، أو عبر دراجته النارية، ملقيا البسمة في وجه الناس، والبهجة في قلوب الأطفال.

وقال إنه ألغى العروض التي كان يقدمها في الشوارع والساحات، بسبب فيروس كورونا.

وبيّن صويلو، أنه بعد فترة قصيرة من الجلوس في المنزل، قرر النزول إلى الشوارع مرة أخرى، ولكن هذه المرة من أجل مساعدة المسنين، وإبهاج الأطفال الملتزمين لمنازلهم، امتثالا لقرارات السلطات، بهدف منع انتشار الفيروس.

ونوّه “الرجل العنكبوت” إلى إنه يشارك فرحة الناس، مضيفا “قوتي الخارقة تتمثل بفعل الخير، ولهذا أقوم بتلبية احتياجات الناس، وأنا في خدمة سكان الحي دائما باعتباري الرجل العنكبوت”.

نحب الرجل العنكبوت

من جانبها أعربت المواطنة شكرية بالجي (80 عاما)، عن ثقتها بأن البلاد ستتغلب على أزمة الفيروس، في فترة قصيرة، نتيجة للتدابير العالية للسلطات.

وأشارت بالجي، إلى أنها لم تخرج من بيتها منذ شهر ونصف، التزاما بتعليمات السلطات.

وبيّنت أن “الرجل العنكبوت” لبى لها كافة احتياجاتها من الحليب والخبز وغيرها من المواد.

وأضافت “نحن في هذا الحي، نحب الرجل العنكبوت، ويجب علينا جميعا التزام بيوتنا من أجل أن نتخلص من هذا الوباء سريعا، كما أن الدولة تقوم بما يقع على عاتقها في هذا الشأن”.

كما أعربت بالجي، عن شكرها للكوادر الطبية التي تعمل ليلا ونهارا في رعاية المرضى وخاصة مرضى فيروس كورونا.

بدوره أعرب المواطن إسماعيل بالجي (81 عاما)، عن ثقته في اجتياز أزمة كورونا في فترة قصيرة، مقدما شكره الجزيل للرجل العنكبوت على أعماله التطوعية الخيرية.

أما المواطن مظفّر تشاكر (70 عاما)، فقال إنه يعيش وحيدا في منزله، وأن جيرانه يقومون بتلبية احتياجاته الأساسية من الغذاء والدواء.

وأوضح أن الرجل العنكبوت زاره، الخميس، وعرض عليه مساعدته، وجاء له بما يحتاجه من المواد الغذائية.


مصدر الخبر :الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *