رغم تقدم التكنولوجيا.. حداد تركي يحافظ على مهنة الأجداد

رغم تقدم التكنولوجيا.. حداد تركي يحافظ على مهنة الأجداد

منذ ريعان شبابه، بدأ “أيهان قوجة آغا” بجانب جده، بولاية زونغولداق شمالي تركيا، يصنع ويشكّل ويسخن ويطَوع الحديد ومعادن أخرى، ليجعل منها سكاكين وآلات حادة ذات أشكال مختلفة، معتمدا في ذلك على مهارة يديه وحسب.

ومع مرور السنة تلو الأخرى، بلغ عمر “أيهان” الأربعين عاماً وهو يقوم بهذه المهنة منذ 22 عاماً في بلدة شايجوما، وما زال عازماً على مواصلة العمل في المهنة التي أحبها بعزيمة، أقل ما يقال عنها أنها “مثيرة للإعجاب”.

بعد الانتهاء من تعليمه في المدرسة الثانوية في عام 1998، بدأ أيهان بداية حياته المهنية، بالعمل كمتدرب إلى جانب جده الحداد حتى وفاته,

وبعد وفاة جده استمر بالعمل في دكان الحدادة مع والده وعمه، وعلى الرغم من انخفاض الطلب على المنتجات المصنوعة يدوياً بسبب تطور التكنولوجيا في السنوات الأخيرة، إلا أن أيهان لم يتخل عن المهنة التي ورثها عن جده في تطويع الحديد وإنتاج بعض الأدوات مثل الفؤوس والسكاكين.

“الأناضول” زارت دكان “أيهان” المُزين بالسكاكين والفؤوس وآلات حادة أخرى، وشاهدته وهو يشعل فرنه ويفحص المعادن والمواد الذي سيستخدمها طوال يومه.

وشرع أيهان في وضع المعادن بين ملزمتين من الفولاذ ليبدأ بطرقها وتطويعها، وهو يجفف خيوطا سوداء من العرق، سالت على وجهه بسبب الحرارة المرتفعة، بواسطة قطعة من القماش، كانت معلقة في مسمار على الجدار جانبه.

ويقول صانع الآلات الحادة، “إن الإقبال على الحدادة التي كانت من المهن الشعبية في الماضي آخذ في التناقص”.

وأضاف أن “هذه المهنة موروثة عن جدي، حيث إن والدي وعمي كانا يعملان بهذه المهنة كذلك، وأنا أواصل العمل لأحافظ على هذا الإرث”.

وأكد أيهان أنه سيستمر في مهنة الحدادة طوال حياته، مضيفًا أنه يمكنه القيام بعمل آخر إذا أراد، ولكنه أراد مواصلة المهنة لأنه أحبها.


مصدر الخبر :وسائل إعلام تركية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *