رائدات الأعمال يتحدن في إسطنبول.. تجمعات نسائية لتسويق المشاريع الصغيرة (صور)

رائدات الأعمال يتحدن في إسطنبول.. تجمعات نسائية لتسويق المشاريع الصغيرة (صور)

 

لن تستمتع بالسعادة إلّا إذا تقاسمتها مع الآخرين” قاعدة ذهبية كانت الشرارة لبناء تجمعات نسائية للعرب في إسطنبول، يتقاسمن فيها السعادة عند تحقيق الإنجازات والريادة في تأسيس مشاريعهن الصغيرة أو إكمال ما بدأن به في بلدانهن، لذا انطلقت مبادرات شخصية غدت بيئة حاضنة لمجموعة من هذه المشاريع المتنوعة التي أتاحت للمرأة تخطى العقبات التي تقف في وجهها، من أهمها توفر رأس المال، واهتمام الجمهور المستهدف بالمشروع، والخطوة الأهم البحث عن آليات التسويق الملائمة كي يلقى المُنتج حقه في الترويج ثم البيع.

 

“رائدات أعمال” هذا اللقب الذي أطلقته مدى الدروبي مُؤَسِّسَة مشروع ساراليا للفعاليات (Saralia) للنساء صاحبات المشاريع الصغيرة، وعرّفت “ساراليا” بأنها فعالية نسائية هادفة تجمع سيدات الجالية العربية في إسطنبول على الإفطار في مطاعم مختلفة، مع وجود بازار متنوع بأيدي رائدات أعمال وربات مشاريع صغيرة.

 

وتوضّح الدروبي بأن الهدف من الفعالية التي تتكرر دورياً بعدّة مناطق في إسطنبول “دعم المرأة العربية في تركيا، والعمل على تميزها والاعتناء بفكرها وصحتها وقيمها الاجتماعية، وتعزيز فرص انتشار مشاريع رائدات الأعمال، وأيضاً إتاحة المجال لزيادة مبيعاتهن سواء من خلال الفعاليات أو منصات التواصل الاجتماعي”.

 

تفصّل الدروبي عن طبيعة المشاريع التي تنضوي تحت مظلة منصة ساراليا بأن غالبيتها أعمال يدوية تقوم ربة المنزل بتصنيعها في المنزل مثل التطريز والكروشيه والمأكولات والإكسسوارات والخشبيات والريزن والشمع والصابون، وهناك بعض المُشاركات يقمن ببيع منتجات أزواجهن مثل الفضة والإكسسوارات والديكور.

 

ولم تقتصر فعاليات “ساراليا” على البازار -كما بيّنت الدروبي لريادة- الجزيرة نت، بل كانت من أولوياتهن تقديم فقرات توعوية وثقافية متنوعة يقدمها أخصائيون بمجالات متعددة: الإرشاد التربوي والنفسي والعلاج فيزيائي والتغذية والبشرة، بالإضافة إلى وجود طبيبات نسائية وجلدية وأسنان، ولا تخلو الفعاليات من إضفاء أجواء التسلية المليئة بالمرح والمسابقات وتوزيع الهدايا، ودعم الأطفال وتكريمهم.

 

التكافل الاجتماعي

“نبني مجتمعاً تكافلياً متكاملاً من حيث الفائدة وتوفير فرص عمل، وتعزيز وصول منتجات رائدات الأعمال إلى كافة شرائح المجتمع” هذا ما تؤكده الدروبي، فالتكافل يضم الجنسيات المختلفة السورية واللبنانية والأردنية والفلسطينية والمصرية والمغربية واليمنية والعراقية والخليجية والباكستانية، وغيرها من الجنسيات.

كما أن من رؤى المشروع “إعطاء المجتمع التركي نظرة واقعية عن قدرة العربيات على الاعتماد على النفس وتوفير فرص لبعضنا البعض، والمساهمة في بناء اقتصاد الدولة التركية”.

 

فرصة للترويج

دعد أيوب وهي عراقية تقيم بإسطنبول منذ 3 أعوام، بدأت بمشروعها “فونا” في تصنيع الإكسسوارات (Vona.accessories) بعد عام من وصولها، وقد كان بازار “ساراليا” بوابة لتسويق عملها التي عرضت فيها الإكسسوارات المصنوعة من مادة الريزن بمختلف أشكالها مثل سلاسل، ميداليات المفاتيح، شمعدانات، بالإضافة إلى عمل دمى وسلاسل المفاتيح من الكروشية، ورسم على أقداح الزجاج.

 

ومن تجربة دعد تؤكد أن التجمعات النسائية “لها الأثر الأكبر في الترويج لمشروعي، ولست أنا فقط وإنما لجميع مشاريع رائدات الأعمال، وزيادة عدد متابعي صفحاتنا على السوشيال ميديا، وانتشارها بين عدد لا يستهان به بين العرب في إسطنبول”.

 

مصدر رزق

أما سهى فرهود صاحبة مشروع “سهى كوزماتيك” المتخصص في تقديم كريمات طبيعية معالجة للبشرة والشعر (Souha.kozmetik) فقد بدأت مشروعها كهواية في سوريا، ثم أصبح مصدرا أساسيا للرزق لإعالة أسرتها وأبنائها بعد انتقالها إلى إسطنبول قبل 5 أعوام.

 

وقد ساهمت مشاركتها في “ساراليا للفعاليات” بانتشار منتجاتها بإسطنبول وباقي الولايات التركية، وتقول إنها “لمست المجهود الكبير الذي يبذل لإنجاح جميع المشاريع واستفادة كافة الرائدات المشاركات”.

 

بناء علاقات مع العرب

ومن اليمن شاركت هيام محمد بمشروعها الخاص مرتين في فعالية “ساراليا” وهو إنتاج الشوكولاته البلجيكية، المسجّل رسميا كماركة تركية (LittleSweet chocolate) واصفة المشاركة بأنها “مثمرة وحققت إقبالا من الجمهور لشراء منتجات مشروعي” كما أنها استفادت من الفعالية بأنها فرصة للتعرّف على العرب المقيمين بإسطنبول، مما ساهم في زيادة مبيعات مُنتجها الذي بدأت به قبل عام ونصف العام في تركيا.

 

تعزيز الحوار

ورافق بازارات النساء المنتجات ورش تدريب صغيرة، كما فتح المجال لتعزيز الحوارات المفتوحة “قصص نجاح سيدات من المجتمع، فقرات إنشادية وغنائية لمواهب جديدة، تدشين وتعريف بروايات وكتب، ويرافق كل ذلك حضور نخبة من الضيوف”.

 

المدربة الدولية للحساب الذهني رنيم شعث من فلسطين قدّمت دورة تفاعلية، واعتبرت مجتمع سكر “بيئة راقية وفرصة جميلة للتعرف على المجتمع وتقديم ما يمكن دعمه لهن، كما أن هذه الفعاليات لها دور كبير بارتباط أفراد المجتمعات المختلفة، وما تمنحه من روح الارتباط الديني والثقافي والاجتماعي”.

 


مصدر الخبر :الجزيرة نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *