حوادث وتصريحات وحملات إعلامية ضخمة في تركيا.. اللاجئون السوريون الملف الأسخن سياسياً واجتماعياً

حوادث وتصريحات وحملات إعلامية ضخمة في تركيا.. اللاجئون السوريون الملف الأسخن سياسياً واجتماعياً

 

عاد ملف اللاجئين السوريين في تركيا ليتصدر الأجندة السياسية والاجتماعية والإعلامية وذلك عبر سلسلة من التصريحات والحوادث والحملات على مواقع التواصل الاجتماعي ما دفع كثيرين للتحذير من “حملات منظمة” تهدف إلى إثار الكراهية ضد اللاجئين وهي الحملات التي تصاعدت مع تزايد أعداد وصول اللاجئين الأفغان إلى تركيا في الأيام الأخيرة لكنها استخدمت لمهاجمة اللاجئين السوريين بشكل مباشر.

 

ولعب ملف تصاعد وصول اللاجئين الأفغان إلى تركيا مؤخراً عاملاً أساسياً في إعادة ملف اللاجئين السوريين إلى الواجهة مجدداً ليتحول إلى مادة للاحتقان السياسي الداخلي المتصاعد وهو دفع نحو الكثير من التصريحات السياسية وعودة التركيز على الظواهر المتعلقة بالحياة اليومية للاجئين لتصبح القضية الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي ومادة دسمة للنقاش الذي حمل في طياته الكثير مما وصف بـ”خطاب الكراهية”.

 

وقبل أيام، أعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية ما قال إنها خطة الحزب لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم خلال أقل من عامين من وصولهم إلى الحكم، وهو ما رد عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتعهد بأنه “لن يلقي اللاجئين السوريين في أحضان القتلة (النظام السوري)”، ما دام في السلطة.

 

وفي إطار تعقيبه على تصريحات زعيم المعارضة التي توعد فيها بإعادة اللاجئين السوريين، دافع ياسين أقطاي مستشار أردوغان لشؤون الحزب عن اللاجئين، مؤكداً أنه حسابياً ومنطقياً لا يمكن إعادة اللاجئين بهذا الشكل سوى بتوفير الظروف لعودتهم بشكل طوعي، قبل أن يشير إلى أن اللاجئين باتوا يشكلون جزءا مهما من المجتمع والاقتصاد وفي حال إعادة اللاجئين السوريين يمكن أن ينهار الاقتصاد في بعض المناطق (التي يتواجد فيها اللاجئون بكثرة).

 

هذا التصريح وبدل أن يخفف الحملة التي تستهدف اللاجئين تحول إلى مدخل لمهاجمة اللاجئين وحزب العدالة والتنمية الحاكم على حد سواء واعتبره معارضون بأنه “إساءة إلى الشعب والحكومة والاقتصاد التركي”، واعتبرت آلاف التغريدات أن “الحزب الحاكم بات يرهن وجوده باللاجئين السوريين”، فيما ذهب آخرون لاعتبار تصريح أقطاي بأنه “اعتراف بأن اللاجئين يسرقون الوظائف من الأتراك وهم سبب أساسي في الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد لا سيما ارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب الأتراك”.

 

وفي تصريح مشابه، عقب محمد أوز حسكة القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية الحاكم على النقاش المتصاعد حول ملف اللاجئين السوريين والأفغان في تركيا بالقول: “الآن هؤلاء من تقف عليهم الصناعة في بعض المدن التركية، اذهبوا إلى المناطق الصناعية في غازي عنتاب (جنوب تركيا) تجدون مئات آلاف (اللاجئين) يعملون في أصعب الصناعات هناك”، مذكراً بمساهمات اللاجئين في الاقتصاد التركي، معتبراً أنه ومع مرور الوقت “سيعود جزء من اللاجئين إلى بلادهم ويبقى الجزء الآخر مع إظهار اندماجه بالمجتمع”.

 

وبنفس الطريقة، ولد هذا التصريح موجة جديدة من الانتقادات للحكومة والحزب والحاكم، واعتبره نواب من المعارضة التركية بأنه يشكل “إساءة للاقتصاد والصناعة في تركيا”، فيما اعتبره نشطاء بانه بمثابة اعتراف بأن اللاجئين “هم السبب الأساسي في ارتفاع معدلات البطالة في صفوف الأتراك”.

 

وفي خضم هذا النقاش، أعلن رئيس بلدية محافظة بولو التركية عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أنه سوف يلجأ إلى رفع أسعار المياه والخدمات للأجانب الذين يعيشون في المعارضة إلى 10 أضعاف، وهو تصريح أثار جدلاً واسعاً في البلاد وحتى في صفوف الحزب نفسه الذي أعلن المسؤول عن البلديات فيه أن هذا الأمر غير مقبول وأن “مبادئ حزبه لا تسمه بالمساس بالحقوق الأساسية للاجئين”، لافتاً إلى أن حزبه سوف يحل مسألة اللاجئين “دون المساس بحقوقهم الأساسية”، لكن رئيس البلدية أكد إصراراه على تنفيذ ما وعد به رغم كل الانتقادات.

 

وعاد زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو لنشر فيديو اعتبر فيه أن مسألة اللاجئين باتت “مسألة بقاء وملف أمن قومي” لتركيا، محذراً من “نتائج كارثية في المستقبل”، وطالب الشعب التركي بإيصاله إلى السلطة من أجل “ايقاف سيل اللاجئين”، كما اتهم الرئيس التركي بالتفاوض مع أوروبا “للحصول على حزمة مالية جديدة للابقاء على اللاجئين في تركيا”.

 

وفي ساحة أخرى للنقاش والصدام، نشرت طوال الأيام الماضية العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر المصطافين من اللاجئين السوريين والأفغان في العديد من السواحل التركية حيث لاقت بعضها انتشاراً واسعاً في مشهد اعتبره مغردون بأنه “لا يتوافق مع مظهر تركيا” وتضييق على المصطافين الأتراك، وغيرها الكثير من العبارات التي انتقدها مغردون آخرون واعتبروها كتابات “عنصرية وتحمل في طياتها كراهية”.

 

والثلاثاء، نشرت وزارة السياحة التركية مقطع فيديو تم إعداده للترويج للسياحة في إسطنبول ويظهر معالم وجمال المدينة، لكن الفيديو جرى ربطه أيضاً بملف اللاجئين حيث كتب آلاف المغردين أن “المشاهد المثالية التي ظهرت في الفيديو لم تعد تشبه إسطنبول”، وكتب آخر “أين اللاجئين السوريين والأفغان في الفيديو؟”، وغيرها من التعليقات المشابهة.

 

وفي مشهد مضاد، أظهر مقطع فيديو شبان قيل إنهم لاجئون سوريون وهم يقومون بصعوبة بالغة حيث خاطر أحدهم بحياته من أجل انقاذ قطة سقطت في مياه مضيق البوسفور بإسطنبول، وهو الفيديو الذي لقي انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وإشادات بتصرف الشبان، وهو ما فتح الباب واسعاً لردود أخرى مرتبطة بملف اللاجئين، ورد مغرد على آخر أبدى تعاطفاً كبيراً مع القطة: “الإنسانية أن تبدي تعاطفاً مع القطة ومع اللاجئ الذي أنقذها والذي تطالب بطرده”.

 


مصدر الخبر :موقع "القدس العربي"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *