“الكيب”.. قوارض تهرب من أوروبا وروسيا وتستوطن بتركيا

“الكيب”.. قوارض تهرب من أوروبا وروسيا وتستوطن بتركيا

“الكيب” أو “فئران النهر”؛ قوارض اختارت الهروب من مزارع إنتاج الفراء في أوروبا وروسيا، لتستوطن في محمية جبل آغري شرقي تركيا.

حيوانات يعود أصلها إلى قارة أمريكا اللاتينية، هجرت موطنها الأصلي وقصدت المحمية التركية الواقعة في ولاية آغري شرقي البلاد، على ارتفاع 5137 مترًا فوق سطح البحر، وتستضيف العديد من الحيوانات البرية.
وهناك، تجمعت تلك الحيوانات في الأراضي التابعة للمحمية الوطنية لجبل آغري، والتي وجدت فيها بيئة صالحة للتكاثر.
وتمكنت حيوانات الكيب من الهروب من مزارع إنتاج الفرو في أوروبا، حيث تم إحضارها من أمريكا اللاتينية لإنتاج الفراء الطبيعية، غير أنها فرت إلى أراضي المحمية التركية التي توفر مناخا رطبا يساعدها على مواصلة الحياة.

** “الكيب” تتمكن من التكاثر

“الكَيب”؛ تعرف أيضا باسم “فئران النهر”، وذلك بسبب مظهرها الخارجي الذي يشبه الفئران، لكن بحجم كبير بل عملاق مقارنة بالفئران.
وتمكنت حيوانات الكيب من البقاء على قيد الحياة رغم الظروف المناخية المختلفة في منطقة شرقي الأناضول، والتي تختلف تمامًا من حيث المناخ عن مناطق أمريكا اللاتينية التي تعتبر موطنها الأصلي.
وتمكنت الكيب من التكاثر في المنطقة رغم درجات الجرارة المرتفعة التي تصل إلى 45 درجة صيفًا، وتحت الصفر بـ10 درجات مئوية في فصل الشتاء، لتصبح من الأنواع المستوطنة في المنطقة اليوم.
وقال أمرة جوبان، منسق العلوم في جمعية “شمال شرق” المهتمة بالحياة الطبيعية في تركيا، إن حيوانات الكيب تعيش في وئام مع أنواع مختلفة من الحيوانات في المحمية الوطنية لجبل آغري.
وأضاف جوبان لمراسل الأناضول، أن الأراضي الرطبة على سفوح جبل آغري (يبعد مسافة 16 كيلومترًا عن الحدود التركية مع إيران)، تلعب دوراً هاماً في إثراء الحياة البرية في المنطقة.
وتابع أنه “بالنظر إلى الحيوانات البرية الموجودة في المحمية الوطنية لبجل آغري، نستطيع القول إن حيوانات الكيب تعتبر أكثر الأنواع إثارة للاهتمام، ذلك لأن وظنها الأصلي يرجع لقارة أمريكا اللاتينية”.
وأشار إلى أن حيوانات الكيب لا تعيش في تركيا، إلا أن هذا النوع من الحيوانات أظهر مهارة فريدة في التكيف بمنطقة شرق الأناضول.
ولفت جوبان إلى أن أمريكا اللاتينية تعتبر الوطن الأم لحيوانات الكيب، ومن المعروف أن إحضارها إلى أوروبا جاء للاستفادة من فرائها.
وقال: “عندما قامت الدول الأوروبية وروسيا بإغلاق مزارع إنتاج الفرو، تمكنت حيوانات الكيب من الهرب من تلك المزارع، والوصول إلى أراضي المحمية الوطنية حيث أسست لنفسها مستعمرة خاصة بها”.

** جبل آغري.. مساحة آمنة للحياة البرية

جوبان لفت إلى أن حيوانات الكيب التي استوطنت في المحمية الوطنية، وصلت إلى المكان قادمة من روسيا.

وأشار جوبان إلى أن جبل آغري والمحمية الوطنية المقامة على سفوحه، يمثلان منطقة آمنة تزدهر فيهما الحياة البرية.
وقال إن “وجودها في بلدنا شيء مثير للاهتمام. لقد تمكنت هذه الحيوانات من التكيف مع الظروف المناخية للمنطقة وخلقت لنفسها مساحة آمنة للحياة”.
وتابع القول: “هذا النوع من الحيوانات يعتبر من الأنواع المستوطنة حديثًا. تعود أصولها إلى أمريكا اللاتينية. إنها تعيش في مجموعات، ولديها علاقات عائلية.
بدوره، قال رئيس جمعية التصوير الفوتوغرافي للحياة البرية في منطقة شرقي الأناضول، محمد أق قوش، إن حيوانات الكيب أصبحت مؤخرًا أكثر الحيوانات البرية المحبوبة في المنطقة.
واعتبر آق قوش، في حديث للأناضول، أن المنطقة تستقبل مئات الزوار الراغبين بمشاهدة حيوانات الكيب اللطيفة، وطريقة تكيفها مع الحياة في منطقة شرقي الأناضول.
ولفت محمد آق قوش أيضًا إلى أن المنطقة تحولت إلى محطة جذب لعشاق التصوير الفوتوغرافي الراغبين بالتقاط صور للحياة الطبيعية والبرية في شرقي الأناضول. 


مصدر الخبر :الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *