أنقذ حياة آلاف بعرض البحر.. تَعرَّف على “مركز اتصال الأجانب 157” بتركيا وخدماته

أنقذ حياة آلاف بعرض البحر.. تَعرَّف على “مركز اتصال الأجانب 157” بتركيا وخدماته

تواصل تركيا، عبر المديرية العامة لإدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية، مساعيها لتحقيق الانسجام والاندماج بين الأجانب المقيمين واللاجئين على أراضيها، والمجتمع التركي، لا سيما وأنّها تحتضن حالياً أكبر عدد من اللاجئين في تاريخها.

 

ويلعب مركز اتّصال الأجانب (YIMER 157)، الذي أُنشئَ تحت إشراف إدارة الهجرة، دوراً بارزاً في تيسير عملية إدماج الأجانب بالمجتمع التركي، عبر تقديم خدمات استشارية ومعلومات موثوقة للأجانب أو المواطنين الأتراك في كل ما يخص شؤون وحقوق الأجانب واللاجئين، بدءاً من تأشيرة دخول الأراضي التركية، وقوانين الحصول على حق الإقامة في تركيا، مروراً بالهجرة غير النظامية، والحماية الدولية، وضحايا الاتجار بالبشر.

 

ويأتي هذا فضلاً عن امتلاك المركز صلاحيات التواصل مع الجهات المعنية للتدخّل السريع في حالات الطوارئ، إذ ساعد المركز خلال 6 سنوات من العمل الدؤوب، على إنقاذ 11 ألفاً و267 شخصاً من البحار، إضافة إلى آلاف آخرين من ضحايا الاتجار بالبشر.

 

 

بإمكان المواطنين الأتراك أو الأجانب المقيمين في تركيا، الاتصال بالرقم 157، ومعرفة الخدمات المقدَّمة للأجانب في البلاد، ويقدّم مركز اتصال “YIMER 157” خدماته على مدار 24 ساعة وبسبع لغات: العربية، والفارسية، والألمانية، والإنجليزية، والروسية، والبشتوية، فضلاً عن التركية.

 

ويهدف المركز الذي تأسّس في أغسطس/آب 2015، إلى تمكين الأجانب من الحصول على أدقّ المعلومات لكل ما يتعلّق بإقامتهم في تركيا، بدءاً من حقوقهم، مروراً بالتعريف بمختلف القوانين التركية، وكيفية الحصول على الخدمات اليومية والمعيشية.

 

كذلك يستطيع المواطنون الأتراك الحصول، من خلال مركز اتّصال الأجانب، على معلومات موثوقة بحق الأجانب المقيمين في بلادهم، بعيداً عن الإشاعات.

 

وفي هذا الإطار بيّن رئيس دائرة الاندماج والاتصالات في إدارة الهجرة أيدين كسكين قاضي أوغلو، أنّهم جمعوا المعلومات كافة الخاطئة والشائعة لدى المجتمع التركي حول السوريين في تركيا ضمن نطاق الحماية المؤقتة، مثل “طريقة تسجيلهم في الجامعات التركية، وحقيقة نيلهم معاشات شهرية من الدولة، وتفاصيل حصولهم على مساعدات وما شابه”، وأوردوا مقابلها المعلومات الصحيحة في كتيّب، وتولّوا توزيعه على المواطنين الأتراك.

 

إنقاذ 11 ألف لاجئ من عرض البحار

صرّح رئيس مركز اتّصال الأجانب والخبير بشؤون الهجرة أوميت بولاط، بأنّ المركز الذي قدّم خدماته عبر ما يزيد على 14 مليون مكالمة حتى الآن، يلعب دوراً نشطاً في إنقاذ المهاجرين غير الشرعيين من البحار.

 

وأردف بولاط في حديث لوكالة الأناضول: “خلال 6 أعوام أنقذنا ما مجموعه 13 ألفاً و534 مهاجراً غير نظامي، بينهم 11 ألفاً و267 من البحار”، مُضيفاً أنّ هذا الأمر يجري بالتنسيق مع قيادة خفر السواحل التركية التي لا تتوانى بدورها عن إنقاذ أرواح المهاجرين غير الشرعيين.

 

وأشار خبير الهجرة إلى أنّ المهاجرين غير الشرعيين يتصلون بخط “YIMER 157″، وبمجرّد تلقّي الإشعار بأنّهم عالقون في البحر، يُحدّد فريقُ المركز الموقعَ، وتبدأ عمليات الإنقاذ من خلال الاتصال بالجهات الأمنية المعنيّة.

 

ويدير “مركز اتّصال الأجانب” عملية الإنقاذ حتى النهاية، إذ يتمتع فريقه المكوّن من 107 موظفين تلقّوا التدريبات المكثّفة اللازمة للتعامل مع الطوارئ والحالات الإنسانية، بحرفية وسرعة بديهة ودقة عالية.

 

ويروي بولاط أنّه برفقة فريقه يشعرون بسعادة غامرة “ويتنفّسون الصعداء بعد إشعار قيادة الأمن بأنّ العملية اكتملت وأُنقِذَ المهاجرون”، مؤكداً أنّهم يمرّون بلحظات عاطفية مؤثّرة جرّاء هول ما يتعرّض له المهاجرون غير النظاميين في عُرض البحار.

 

 

الجهود التركية والأبعاد الإنسانية في ملفّ اللاجئين

 

انضمّت تركيا إلى بروتوكول الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص، بخاصة النساء والأطفال، المعروف بـ”بروتوكول باليرمو” الذي يُعَدّ إحدى أهمّ الاتفاقيات في هذا المجال، كما وقّعت اتفاقية المجلس الأوروبي للعمل ضد الاتجار بالبشر.

 

ويساهم مركز اتّصال الأجانب في تحديد ضحايا الاتجار بالبشر، علاوة على ذلك يمكن للضحايا الاتّصال تقديم بلاغ للنيابة العامة، ومديريات إدارة الهجرة بالولايات والأقضية التركية.

 

ولا يتوقّف دور مركز “YIMER 157” عند تحديد الضحايا، بل يتولّى التنسيق مع إدارة الهجرة لتقديم دعم خاصّ لكل ضحية على حدة، عبر توفير إقامة بمنازل الإيواء التابعة للمديرية العامة لإدارة الهجرة، وإجراء الفحوص الطبية اللازمة، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي، وتسجيل الصغار في المدارس أو رياض الأطفال.

 

 

وتُتاح الفرصة للضحايا للانضمام إلى دورات التدريب المهني ودورات تعلّم اللغة التركية، إضافة إلى المشاركة في عديد من الأنشطة الاجتماعية مثل الذهاب إلى السينما والمسرح، وبذلك يتمكّنون من التخلّص من تأثيرات الحادثة التي مرّوا بها، وبالتالي يندمجون في المجتمع مرة أخرى.

 

ويحتضن المجتمع التركي على مرّ التاريخ “جميع المظلومين والمضطهدين حول العالم، ويقدّم لهم التضحيات والمساعدات كافة”، حسب تعبير رئيس دائرة الاندماج والاتصالات في إدارة الهجرة كسكين قاضي أوغلو.

 

يُشار إلى أنّ تركيا تحتضن حالياً نحو 4 ملايين لاجئ، أغلبهم من السوريين، وتقدّم لهم جميع الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية بالمجان.

 

 


مصدر الخبر :TRT عربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *