أكبر حملة دولية ضد مستخدميه.. ماذا تعرف عن عالم “الإنترنت المظلم”؟

أكبر حملة دولية ضد مستخدميه.. ماذا تعرف عن عالم “الإنترنت المظلم”؟

خلال عملية أمنية واسعة ضد مجموعة من مستخدمي شبكة “الإنترنت المظلم (Dark Web)” في 8 دول أوروبية بجانب الولايات المتحدة الأمريكية، أُطلق عليها اسم “دارك هانتر (Dark Hunter)”، اعتقلت الشرطة الأوروبية “يوروبول” نحو 150 شخصاً من مستخدمي الشبكة، وضبطت بحوزتهم نحو 27 مليون دولار نقداً، بالإضافة إلى 230 كيلوجراماً من المخدرات وعديد من الأسلحة.

 

تأتي العملية بعد تفكيك الشرطة الألمانية منصّة “دارك ماركت (DarkMarket)” في يناير/كانون الثاني الماضي، واعتقال مشغلها الافتراضي على الحدود الألمانية-الدنماركية، وقد وفرت للمحقّقين وقتها كنزاً من الأدلّة قاد إلى إلقاء القبض على الشبكة الجديدة.

 

وعلى مدار الأشهر الفائتة يتعرّض “الإنترنت المظلم” وبالأخص متاجر البيع عليه، لحملات متزايدة من أجهزة الشرطة الدولية، تمكنت من خلالها من الإطاحة بمتاجر كبرى ومصادرة ملايين الدولارات بالعملات المشفرة، فضلاً عن آلاف المنتجات غير القانونية.

 

ما “الإنترنت المظلم”؟

 

يُعتبر “الإنترنت المظلم” أو “الويب المظلم” النسخة الخفيّة من “الإنترنت السطحي” أو “الشبكة النظيفة” التي نستخدمها يومياً، لكنه يختلف عنها في كونه شبكة مشفرة تُخفِي الهوية الشخصية والموقع، وتتيح التواصل مع المستخدمين عبر الرسائل المشفرة، فضلاً عن استحالة الوصول إليه عن طريق المتصفحات التقليدية، بل من خلال متصفحات مجهولة، أشهرها “Tor”.

 

يصفه الخبراء بـ”الغرب المتوحش للإنترنت”، إذ يستخدمه غالباً المجرمون والمتطرفون ومجموعات القراصنة من أجل إدارة أعمالهم التجارية غير القانونية سراً في الظلمة الرقمية بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية.

 

ويشكّل “الويب المظلم” جزءاً صغيراً من “الويب العميق”، الذي هو عبارة عن جزء من الويب لا تُفهرسه محركات البحث ويمثل الجزء الكبير المُخفَى من الجبل الجليدي، ولكن أحياناً يُستخدم مصطلح “ديب ويب” خطأً للإشارة إلى “الإنترنت المظلم”.

 

ما الفرق بين الإنترنت المظلم والإنترنت العميق؟

في البداية علينا تأكيد أن “الإنترنت المظلم” ليس “الإنترنت العميق (Deep Web)”، بل إن الأخير يشكّل الجزء الأكبر من شبكة الإنترنت، و”الإنترنت المظلم” ما هو إلا جزء بسيط داخله.

 

ويمثل “الإنترنت العميق” كل صفحات الويب التي لا يمكن الوصول إليها من خلال محركات البحث التقليدية، ولا يمكن الوصول إليها حتى بصورة مباشرة من خلال كتابة الرابط في المتصفح، لأن هذه المواقع أو هذه الصفحات تكون متاحة فقط (قابلة للزيارة) لأعضاء محددين.

 

ويحوي الإنترنت العميق ما يقرب من 90% من جميع مواقع الويب على شبكة الويب العميقة، إذ يستخدم كثيراً منها كيانات مثل الشركات والوكالات الحكومية والبنوك والمنظمات وغيرها.

 

والميزة الأساسية في “الإنترنت العميق” أنه لا يُفهرَس محتواه لأنه محميّ إما بكلمة مرور، وإما خلف نموذج، أو إن حجم المعلومات كبير جداً.

 

أما ما يُعرف باسم “الإنترنت المظلم” فهو داخل شبكة الويب العميقة، وهو منطقة على الإنترنت لا يمكن أن يصل إليها إلا المستخدمون الذين يستخدمون متصفحاً مجهولاً مثل “Tor”، الذي طوّرته البحرية الأمريكية منذ تسعينيات القرن الماضي.

 

ما محتوى “الإنترنت المظلم”؟

 

لا يُعَدّ “الإنترنت المظلم” مكاناً للتجارة غير المشروعة فقط، بل هو أيضاً مكان لأولئك المستخدمين الذين لا يريدون لأحد أن يتابع تحركاتهم على الإنترنت وأرشفتها.

 

والحقيقة أن “الإنترنت المظلم” هو المكان الأبرز لتجارة الممنوعات وتنظيم الأعمال الإجرامية عبر شبكة الإنترنت، كيف لا ومعظم محتواه على متصف “Tor” يتعلق بموادّ الاستغلال الإباحي للأطفال، ويليها الأسواق السوداء التي تبيع المخدرات والسلاح وتقدم خدمات تأجير الهاكر والقتلة المأجورين وغيرها عديد من الخدمات غير المشروعة.

 

إلى جانب كل التعاملات الممنوعة داخل أروقة “الإنترنت المظلم”، توجد منتديات ومجتمعات للهاكرز الأخلاقيين ومنصات للنقاش حول القضايا السياسية وعديد من المجالات التعليمية.

 

كيف يُمكن الدفع مُقابل الخدمات؟

 

يمكن الكشف عن هوية مستخدمي “الإنترنت المظلم” إذا ما استخدموا التبادلات المالية والحوالات البنكية بشكلها المتعارف عليه، لذلك وجد رواد المواقع المظلمة في العملات الرقمية ضالّتهم، إذ تمنحهم هذه العملات ميزة إخفاء الهوية ومصدر التحويل، وبالتالي تمنحهم القدرة على التخفّي من أعين المؤسسات الأمنية والوكالات الحكومية.

 

وتُعتبر العملة الرقمية “Bitcoin” الأكثر شهرة ورواجاً داخل شبكة “الإنترنت المظلم”، لأنها الأكثر مضمونيه وربحية في السنوات الأخيرة، بجانب كونها الأكثر أماناً من حيث إخفاء مصدر التحويل.

 

وتزامناً مع زيادة الطلب على منتجات وخدمات المواقع الإلكترونية المنتشرة على “الإنترنت المظلم”، ظهرت مجموعة من خدمات الدفع التي لا توصل المبلغ إلى البائع قبل أن يتسلم المستخدم البضاعة أو الخدمة التي طلبها لضمان حقوق الطرفين.


مصدر الخبر :TRT عربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *