أردوغان يسعى لتبديد شائعات تراجع وضعه الصحي بمقاطع رياضية ولقاءات شبابية

أردوغان يسعى لتبديد شائعات تراجع وضعه الصحي بمقاطع رياضية ولقاءات شبابية

يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتبديد الشائعات المتزايدة حول تراجع وضعه الصحي وذلك من خلال نشر مقاطع رياضية وتعزيز حضوره التلفزيوني والميداني إلى جانب زيادة اللقاءات مع الشباب في عموم البلاد فيما تبدو أنها مساع لمواجهة خطاب المعارضة الجديد الذي يحاول التشكيك بقدرة أردوغان صحياً على القيام بفترة رئاسية جديدة في الانتخابات المقبلة المقررة منتصف عام 2023 وتضغط المعارضة لإجرائها بشكل مبكر.

 

وقبل أيام، نشر بعض الوزراء ومستشاري الرئاسة التركية صوراً تظهرهم وهم يمارسون رياضة كرة السلة إلى جانب الرئيس التركي واكتفى بعضهم بالقول إنها صور من الرياضة الاعتيادية التي يمارسها الرئيس ومساعدوه، والسبت، نشر فخر الدين ألطون رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فيديو قصيرا لأردوغان وهو يسجل هدفاً في لعبة لكرة السلة في “إعلان تشويقي” أتبعه بعبارة “نعم.. التتمة غداً”.

 

والأحد، نشر أردوغان مقطع فيديو طويلا لمباراة كرة السلة التي جمعته مع عدد من الوزراء وكبار مستشاري الرئاسة ويظهر فيها الرئيس التركي وهو يركض ويسجل أهدافاً ويلعب بحيوية واضحة، وأرفق الفيديو بعبارة: “الرياضة مهمة جداً جداً للصحة، أنا أيضاً أحرص على ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً، في الحركة بركة”.

 

نشر هذا المقطع بهذه الطريقة والتسلسل والعمل الإعلامي المنظم، فهم منه على أنه رسالة هدف من خلالها الرئيس ودائرته الإعلامية إلى إيصال رسالة بطريقة غير مباشرة وتفيد بأن الرئيس ما زال يتمتع بكامل صحته ولياقته وقدراته البدنية وذلك للرد على الأنباء التي تشكك بوضعه الصحي والتي تزايدت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة.

 

وسبق ذلك، قيام الرئيس التركي بالمشاركة في عدد من الأمسيات الشبابية واللقاءات الشعرية الشبابية في عدد من الولايات التركية والتي أخذت طابعاً ودياً بعيداً عن البرتوكول الرسمي وتخللها مشاركة أردوغان في إلقاء شعر وترديد أغان والدخول في نقاشات غير رسمية مع الشباب تتعلق بحبه للشعر والغناء، ورداً على سؤال حول ما إن كان يكتب الشعر لزوجته أمينة أردوغان، قال أردوغان: “أحب قراءة الشعر ولا أكتبه، لم أكتب لها، لكننا نعيش حياة مثل الشعر”.

 

وأردوغان بدأ حياته السياسية منذ نحو 30 عاماً، حيث تولى رئاسة بلدية إسطنبول منذ عام 1994 وصولاً لتوليه منصب رئاسة الوزراء عام 2003 عقب فوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية مريحة في البرلمان التركي، قبل أن يتولى منصب الرئاسة عام 2014 ويعزز صلاحياته في المنصب عام 2018 بعد تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي، ويسعى بقوة للفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف عام 2023.

 

وأردوغان من مواليد فبراير 1954 ويبلغ من العمر 67 عاماً، ومارس الحياة السياسية الديناميكية في تركيا بقوة طوال السنوات الماضية، ولم يعلن سابقاً أنه يعاني من أمراض معينة كما لم يعلن سابقاً بشكل ملحوظ دخوله المشفى، حيث تعتبر الحياة السياسية التركية نشطة واعتاد أردوغان الظهور يومياً في فعاليات مختلفة وأحياناً يظهر أمام الكاميرات يومياً عدة مرات في لقاءات رسمية وفعاليات حزبية واجتماعية مختلفة، ولم يسبق أن ابتعد عن الإعلام لأكثر من أيام قليلة جداً.

 

لكن الأشهر الأخيرة شهدت بعض المواقف التي رأت فيها المعارضة دليلاً على أن الوضع الصحي لأردوغان قد تراجع ومنها مشاهد تظهر أردوغان يتكئ على أحد مرافقيه للنزول عن منصة فعالية رسمية كان يشارك بها ومشاهد أخرى وصفها البعض بأنه كان يتكئ فيها على زوجته أمينة ويسير ببطء، ومشهد آخر فسره البعض على أن الرئيس غالبه النوم لثوان خلال لقاء تلفزيوني، وهو ما نفاه مقربون من الرئيس واعتبروه مجرد “تلاعب تقني”.

 

المعارضة التركية استندت إلى هذه المواقف وغيرها من تحليلات طبية وما تقول إنها تسريبات معلوماتية للقول إن الرئيس يعاني من تراجع في وضعه الصحي وإنه لم يعد قادراً على ممارسة أنشطته السياسية كما السابق، وتسعى لإيصال رسالة للناخبين أن أردوغان لن يكون قادراً على القيام بفترة رئاسية جديدة بعد الانتخابات المقبلة.

 

وعلى الرغم من أن الرئيس التركي قد تقدم بالعمر ولم يعد أردوغان الذي ترأس بلدية إسطنبول في عمر الأربعينات أو الرئيس الذي قاد البلاد في الخمسينات مع وصوله لعمر 67 عاماً، إلا أن الوضع الصحي للرئيس لا يمكن أن يبقى طي الكتمان ولا يمكن إخفاءه بأي طريقة ممكنة نظراً للخصوصية التي تتمتع بها السياسة التركية المعروفة بالحيوية والظهور الدائم اليومي بل وأكثر من مرة في اليوم الواحد وخاصة في فترات الدعاية الانتخابية حيث كان أردوغان في الانتخابات الماضية يعقد أكثر من 5 مؤتمرات انتخابية في اليوم الواحد، وفي حال كان وضعه الصحي قد تراجع بالفعل فإنه لن يكون قادراً على تقديم نفس الأداء في الانتخابات المقبلة، كما أن من شأن أي اختفاء لأكثر من يوم عن الظهور الرسمي العلني أن يثبت هذه الشكوك، إلا أن ذلك لم يسجل حتى اليوم.

 


مصدر الخبر :موقع "القدس العربي"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *