مدينة “بروسياس أد هيبيوم” التركية.. مخزون أثري لا ينضب

مدينة “بروسياس أد هيبيوم” التركية.. مخزون أثري لا ينضب

تواصل فرق الحفر والتنقيب في مدينة “بروسياس أد هيبيوم” القديمة بولاية دوزجة شمال غربي تركيا، اكتشاف أجزاء من المخزون الثري والمتنوع للمدينة.

وتوصف المدينة بأنها “أفس” منطقة غربي البحر الأسود شمالي البلاد. 

ورغم المباني الحديثة التي أنشأت فوق المدينة القديمة العائدة إلى القرن الثالث قبل الميلاد، إلا أنها لم تفقد شيئاً من مخزونها الأثري والذي يشكل المسرح، والقنوات المائية وجسر روما، أبرز مكوناته التاريخية. 

وأثمرت أعمال التنقيب حتى الآن عن اكتشاف مجموعة من الآثار التي يتم عرضها في المتحف الموجود عند مدخل البلدة، والمكون من 3 قاعات عرض، ومستودعين ومختبرات، إضافة إلى أقسام إدارية. 

وفي حديثه للأناضول، قال الأستاذ المساعد إمره أوقان، عضو الهيئة التدريسية في قسم علم الآثار بجامعة دوزجة، إن أعمال التنقيب في المدينة القديمة، بدأت في شهر يوليو/تموز 2018، وهي تعدّ امتداداً لفعاليات التنقيب التي بدأت في أعوام ماضية. 

وأشار إلى أن أعمال التنقيب هذا العام، تتواصل بإذن من وزارة الثقافة والسياحة التركية، وبرعاية متحف “قونورالب” في الولاية، إضافة إلى دعم من قسم علم الآثار لدى جامعة دوزجة، وبلدية المدينة. 

وأوضح أوقان الذي يتولى أيضاً منصب المستشار العلمي لهيئة التنقيب في “بروسياس أد هيبيوم”، أنهم يواصلون خلال الفترة الأخيرة حفر القسم الداخلي لبقايا قصر من العهد الروماني كانوا قد عثروا عليه في وقت سابق. 

وأفاد أنهم تمكنوا من اكتشاف كامل الممر المقنطر للمسرح القديم الموجود داخل المدينة القديمة، إلى جانب مخرج للمسرح يؤدي إلى قسم الأوركسترا، مبيناً أن المنطقة تمتلك مخزوناً معمارياً كبيراً وثرياً. 

ويعد المسرح التاريخي المذكور، الوحيد من نوعه الذي تم الحفاظ عليه في منطقة البحر الأسود. 

ولفت “أوقان” إلى اكتشافهم جدار منزل يعود للفترة بين القرنين 19- 20 الميلادي، مبنيّ من أحجار المسرح، مبيناً أن الجدار المذكور أبطأ من سرعة عملهم. 

وتطرق إلى أن الخيوط الأولى للآثار التي يعثرون عليها، تشير إلى احتمالية اكتشاف آثار أكثر وأهم في الفترات المقبلة، مشدداً على استمرارهم في أعمال الحفر والتنقيب طوال المدة التي تسمح بها الأحوال الجوية لمواصلة العمل. 

وأعرب “أوقان” عن سرورهم إزاء ما يكتشفونه من آثار في المدينة القديمة، مشدداً على بذلهم جهوداً كبيرة للكشف عن كامل المخزون الكامن في باطن الأرض تحت “بروسياس أد هيبيوم”. 

وأكد الأكاديمي التركي على سعيهم لجعل “بروسياس أد هيبيوم” مركز جذب في مجال السياحة الثقافية. 

تجدر الإشارة إلى أن تاريخ “بروسياس أد هيبيوم” يعود إلى القرن الثالث ما قبل الميلادي، وكانت تُسمى في العهود الأولى بـ “هيبيوس” و”كياروس”، لتُعرف خلال العصور التالية باسم “بروسياس” أحد ملوك المدينة. 

وأدت حياة الترف لسكان المدينة، إلى إفلاسهم، ليوصوا بعدها بمنح المملكة إلى الرومان. 

وفي عهد السلطان العثماني الأول عثمان غازي، انضمت المدينة إلى الحكم التركي، وهي مدرجة الآن في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”. 


مصدر الخبر :الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *