ماذا تعرف عن “عاصمة طاقة الرياح” في تركيا؟

ماذا تعرف عن “عاصمة طاقة الرياح” في تركيا؟

قطعت تركيا شوطاً كبيراً خلال الأعوام الأخيرة في اعتمادها على مصادر الطاقة الطبيعية من أجل توليد الكهرباء، ونجحت في السنوات الـ5 الأخيرة في ضخ المزيد من الاستثمارات فيما يتعلق بطاقة الرياح والطاقة الشمسية، لتحل في المرتبة الـ12 عالمياً والـ7 أوروبياً في إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بعد تجاوزها عتبة الـ10 آلاف ميغاوات.

 

وخلال العقد الأخير، ولأجل الحد من اعتمادها على مصادر الطاقة المستوردة من الخارج التي تشكل العنصر الأبرز المسبب للعجز في الميزان التجاري، فضلاً عن مساعيها الرامية إلى تعزيز أمن إمدادات الطاقة لديها، بذلت تركيا جهوداً كبيرة من أجل تشجيع الاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة لتوليد الكهرباء، والتي بفضلها أضحت تركيا واحدة من أكبر 10 دول في إنتاج الطاقة الخضراء وتكنولوجيتها.

 

وعند الحديث عن طاقة الرياح البحرية، يتبادر إلى الذهن فوراً مدينة إزمير الواقعة غربي تركيا والمطلة على بحر إيجه، والتي تستضيف حوالي 20% من توربينات ومراوح الهواء المثبتة بالقرب من السواحل في تركيا، فيما أشار التقرير الأخير الذي أعدته وكالة إزمير للتنمية (IZKA) إلى أن المدينة توفر فرصاً استثماريةً ضخمة في مجال طاقة الرياح البحرية.

 

فرص استثمارية ضخمة

 

يعد التقرير الذي صدر مؤخراً بعنوان “قطاع طاقة الرياح.. خارطة طريق طاقة الرياح البحرية في إزمير”، الأول الذي يستعرض قطاع طاقة الرياح البحرية في تركيا على نطاق إقليمي، فضلاً عن قيامه بالترويج لمدينة إزمير باعتبارها رائدة في هذا القطاع.

 

ففي العقدين الماضيين، وبالتزامن مع التكنولوجيا سريعة النمو في قطاع طاقة الرياح، اتبعت تركيا التوجه العالمي الجديد الذي شهد استثمارات ضخمة في قطاع طاقة الرياح البحرية. حيث كشف التقرير عن توليد طاقة إجمالية بلغت 35 جيجاوات من منشآت الرياح البحرية بجانب 707 جيجاوات من منشآت الرياح البرية على مستوى العالم أجمع.

 

وأشار التقرير الصادر حديثاً إلى أن إمكانيات الطاقة البحرية في تركيا تصل إلى نحو 70 جيجاوات، ودعا إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الضخمة التي توفرها تركيا ومنطقة إزمير تحدياً في قطاع طاقة الرياح البحرية والبرية الذي سيزداد الطلب عليها في السنوات القليلة القادمة، لافتاً إلى أن إزمير جرى بالفعل تتويجها بلقب “عاصمة الرياح في تركيا” بسبب ما تملكه من إمكانات في هذا المجال، فضلاً عن كونها مركزاً عالمياً مهماً في إنتاج معدات وآلات طاقة الرياح البحرية والبرية.

 

وتضمنت خارطة الطريق التي استعرضها التقرير الخطوات الرئيسية التي يجب اتخاذها على نطاق محلي من أجل الاستفادة من إمكانات تركيا في هذا القطاع، حيث شملت أعمال تقييم إمكانات القطاع وتحديد مواقع الاستثمار، وتحليل احتياجات السوق المحلي، وآليات التنسيق بين السياسات المحلية والوطنية وتقييم الموارد المالية.

 

وحسب المقال الذي نشرته مجلة (FDI)، حلت تركيا في المرتبة الـ7 أوروبياً في قائمة الدول الأكثر جذباً للاستثمارات في قطاعات الطاقة المتجددة، حيث بلغ عدد مشاريع الطاقة النظيفة من خلال الاستثمارات الأجنبية المباشرة 19 مشروعاً.

 

نمو طاقة الرياح في إزمير

 

شهدت السنوات الـ10 الأخيرة، نمو قطاع إنتاج طاقة الرياح البرية والبحرية ومعداتها في عموم تركيا تقريباً، حيث أصبحت تركيا العام الماضي خامس أكبر منتج للمعدات في أوروبا من خلال 77 منتجاً يجري تصدير حوالي 70% منها. وقد ساعد هذا النمو تركيا أيضاً على توسيع صادراتها إلى 45 دولة في أنحاء العالم.

 

كما أن قطاع الرياح في إزمير يوظف أكثر من 7500 شخص ويصدر إلى 30 دولة ويحقق إيرادات تقترب من 500 مليون دولار (4.32 مليار ليرة تركية).

 

وفي الوقت الذي وصلت به قدرة طاقة الرياح المركبة في تركيا إلى 10010 ميغاواط اعتباراً من 3 أغسطس/آب الجاري وفقاً لبيانات شركة نقل الكهرباء التركية (TEIAS)، حلت إزمير في المرتبة الأولى على مستوى المدن التركية في إنتاج أعلى قدرة لطاقة الرياح بحوالي 1700 ميغاوات، تلتها باليكسير بقدرة 1300 ميغاوات، وجناق قلعة بحوالي 850 ميغاواط، ومانيسا 750 ميغاواط، وإسطنبول مع 420 ميغاواط.

 

وتعقيباً على التقرير، قال الأمين العام لوكالة (IZKA) التي أعدت التقرير، محمد يافوز: “إننا نرى أن منشآت طاقة الرياح البحرية تنمو تدريجياً وأن السوق سيشهد توسعاً كبيراً في الفترة المقبلة مدفوعاً بالتطورات التكنولوجية والاتجاهات العالمية”، وشدد على أهمية تكييف البنية التحتية الصناعية واللوجستية لتركيا مع هذا التحول القطاعي. وأوضح أن “وجود صناعة رياح ناضجة متكتلة في إزمير يمكن أن يسهل الاستفادة من الفرص الجديدة التي يوفرها هذا القطاع في عموم البلاد”.

 

قطاع الطاقة المتجددة في تركيا

 

العام الماضي، وتحديداً في الأشهر الـ5 الأولى، نجحت تركيا في رفع إنتاج الطاقة الكهربائية عبر المصادر المحلية التقليدية والمتجددة إلى 66% من إجمالي الإنتاج، لتحل بذلك في المرتبة الثانية أوروبياً في هذا المجال.

 

وفي الأشهر الـ7 الأولى من هذا العام، وبينما بلغت قدرة الكهرباء المركبة في البلاد حوالي 99 ألف ميغاوات، جرى توليد قرابة 52 ألف ميغاوات منها من مصادر الطاقة النظيفة المستخرجة من المصادر الطبيعية.

 

ووصلت حصة طاقة الرياح من إجمالي الطاقة الكهربائية المركبة في البلاد من 10%، وبتجاوزها عتبة 10 آلاف ميغاوات، أضحت طاقة الرياح عنصراً رئيسياً من عناصر الطاقة الخضراء، وذلك بتمثيلها لقرابة 20% من إنتاج الطاقة النظيفة التي تعتمد بالدرجة الأولى على الطاقة الكهرومائية الرائدة في تركيا.

 


مصدر الخبر :TRT عربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *