لماذا غرد المتحدث باسم رئيس “بلدية إسطنبول” باللغة العربية؟

لماذا غرد المتحدث باسم رئيس “بلدية إسطنبول” باللغة العربية؟

في سابقة تعد الأولى من نوعها، نشر متحدث باسم رئيس بلدية إسطنبول المعارض “أكرم إمام أوغلو” تغريدة على حسابه في تويتر باللغة العربية.

وقال “مراد أونغون” المتحدث الرسمي باسم “بلدية إسطنبول الكبرى” ورئيسها “إمام أوغلو” في تغريدته: “إلى من يهمه الأمر: انسحبت بلدية اسطنبول الكبرى من مشروع قناة اسطنبول”.

وفور نشرها لقيت التغريدة تفاعلاً واسعاً من الأتراك، وسط تساؤلات عن سبب استخدام اللغة العربية لا التركية، غير أن المتابع لتفاصيل الخلاف الحاصل بين الرئيس التركي ورئيس بلدية إسطنبول، حول مشروع “قناة إسطنبول”، يدرك أبعاد الخطوة اللافتة التي لم تكن موجهة على أية حال للجمهور التركي.
ويرتبط الأمر بهجوم شنه “إمام أوغلو” قبل أيام على مشروع القناة، لافتاً إلى أن شركات عربية تستحوذ على أراضٍ واسعة على ضفتي المشروع.
وقال “إمام أوغلو” آنذاك بحسب ما ترجمه موقع “الجسر ترك”: “لماذا الاهتمام الكبير بتلك الأراضي؟ ليحصدوا ما زرعوه، فلن يُنفذ هذا المشروع”.
وتحمل عبارة “إلى من يهمه الأمر” في تغريدة المتحدث باسم “بلدية إسطنبول”، رسالة مبطّنة إلى الشركات العربية الثلاث التي تحدث عنها رئيس البلدية مؤخراً، مفادها أن البلدية لن توافق على المشروع.
وعلى الرغم من أن رئاسة بلدية “إسطنبول الكبرى” آلت في الانتخابات المحلية الأخيرة إلى حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، إلا أن غالبية الأعضاء في مجلس البلدية تابعون لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم؛ ما يعني أن فكرة رفض المشروع لا تعدو كونها موقفاً سياسياً من حزب “الشعب الجمهوري”.
ويسعى إمام أوغلو، منذ إعلان الرئيس التركي “رجب طيّب أردوغان” اعتزامهم تنفيذ مشروع قناة إسطنبول المائية، إلى تجييش أهالي المدينة للوقوف في وجه المشروع عبر ذرائع مختلفة.
حيث اتهم المسؤول المعارض في وقت سابق حكومة حزب العدالة والتنمية بالتخطيط لإقامة 3 جزر جديدة وتشييد القصور عليها بهدف بيعها بملايين الدولارات، كما زعم بأن مشروع القناة سيرفع من خطر تعرض إسطنبول للزلازل، وسيمهد الطريق لزيادة الضرائب أيضاً.
وكان الرئيس التركي دعا إمام أوغلو “للالتفات إلى أعماله” وعدم إقحام نفسه في ذلك المشروع، مؤكداً أنهم خططوا واستعدوا له بشكل جيد.
ومشروع “قناة إسطنبول”، الذي يتوقع أن يُعزز من مكانة تركيا في مجال المعابر المائية، يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود في الشق الأوروبي من إسطنبول على امتداد 45 كيلو متراً، بموازاة مضيق البوسفور.
وتهدف الحكومة التركية من خلال المشروع إلى تخفيف حركة السفن عبر البوسفور، وفتح فرص استثمارية جديدة على ضفتي القناة، على أن ينتهي حفرها بحلول عام 2023.


مصدر الخبر :فريق تحرير الجسر ترك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *