فرقاطة أرطغرل.. أول وفد دبلوماسي من العالم الإسلامي وبداية الصداقة التركية اليابانية

فرقاطة أرطغرل.. أول وفد دبلوماسي من العالم الإسلامي وبداية الصداقة التركية اليابانية

يصادف الأربعاء الذكرى السنوية الـ130 لغرق الفرقاطة العثمانية “أرطغرل” قبالة سواحل بلدة كوشيموتو جنوب غربي اليابان، وهو حدث يمثل بداية علاقات الصداقة التركية اليابانية.

الفرقاطة “أرطغرل” غرقت في 16 سبتمبر/ أيلول 1890، أثناء عودتها من رحلة، قدم خلالها طاقمها رسالة وهدايا من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1842 ـ 1918) إلى إمبراطور اليابان، ردا على زيارة أجراها الأمير أكيهوتو كوماتسو، ابن أخ الإمبراطور، للسلطان.

هذه الفرقاطة، التي كانت تحمل على متنها 609 بحّارة وتم إرسالها عام 1887، واعتبرت وقتها أول وفد دبلوماسي من العالم الإسلامي.

ووصلت الفرقاطة إلى يوكوهاما بعد 11 شهرا من انطلاقها، مارة من قناة السويس وعدن ومومباي في الهند، ثم كولومبو وسنغافورة وهونغ كونغ وفوجي وناغازاكي.

واستقبل الإمبراطور الياباني ميجي الوفد العثماني، برئاسة اللواء علي عثمان باشا، وقدم الأخير للإمبراطور رسالة وهدايا السلطان عبد الحميد.

بعد عام، وخلال رحلة عودتها، واجهت الفرقاطة عاصفة قوية، واصطدمت بصخور قبالة سواحل كوشيموتو، في 16 سبتمبر 1890.

وتمكن سكان كوشيموتو من إنقاذ 69 ممن كانوا على متن الفرقاطة، في حين لقي أكثر من 500 آخرين مصرعهم.

وسطر أهالي كوشيموتو ملحمة لإنقاذ البحارة وانتشال جثث الغرقى، وهو ما يمثل بداية علاقات الصداقة بين اليابان وتركيا.

** نصب كوشيموتو

أرسلت الحكومة اليابانية سفنا حربية مدرعة تحمل المتضررين، ووصلت ميناء إسطنبول في يناير/ كانون الثاني 1891.

وظلت هذه السفن في إسطنبول نحو شهر، كضيوف لدى الدولة العثمانية، قبل أن تبحر في فبراير/ شباط، وتعود إلى اليابان بعد ثلاثة أشهر.

وسنويا، يتم إحياء هذا الإرث الحزين للفرقاطة “أرطغرل”، التي تمثل ميلادا للصداقة التركية ـ اليابانية، عبر إقامة فعالية في نصب الشهداء، المقام في كوشيموتو، عام 1891.

** صداقة حقيقية

وقال البروفسور نايتو ماسانوري، عضو هيئة التدريس في معهد الدراسات العالمية بجامعة دوشيشا في اليابان، للأناضول، إن هذه الفرقاطة تم إرسالها قبل 130 عاما لتطوير الصداقة العثمانية – اليابانية.

وأضاف: “المعاملة الحسنة من جانب القرويين في كوشيموتو”، الذين عملوا على إنقاذ من كانوا على متن الفرقاطة، “شكلت أساس علاقات الصداقة التركية اليابانية المستمرة حتى اليوم، وهي تتعزز باستمرار”.

واعتبر البروفسور نوبو ميساوا، عضو هيئة التدريس في كلية علم الاجتماع بجامعة طوكيو، أن حادثة الفرقاطة “أرطغرل” نقطة تأسيس للعلاقات التركية اليابانية.

وشدد ميساوا، في حديث للأناضول، على ضرورة نقل الصداقات الحقيقية للبلدان من جيل إلى جيل، بدل القصص الخيالية التي يتم اختراعها في الأفلام.

** أوقات عصيبة

وبعد نحو قرن من غرق الفرقاطة “أرطغرل”، نقلت الخطوط الجوية التركية، عام 1985، مواطنين يابانيين كانوا عالقين في طهران، خلال الحرب الإيرانية العراقية. ويمثل هذا الحدث حجر زاوية للعلاقات التركية – اليابانية.

وتشكل عمليتا إنقاذ البحارة العثمانيين، ونقل المواطنين اليابانيين، نقطتي تحول متبادلتين في العلاقات التركية اليابانية، التي وضع حجر الأساس الدبلوماسي لها عام 1924.


مصدر الخبر :الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *