فرحة لا توصف لأم نيجيرية تستعيد بصرها على يد أطباء أتراك

فرحة لا توصف لأم نيجيرية تستعيد بصرها على يد أطباء أتراك

تعيش الأم النيجيرية الشابة حواء سوراج فرحة الإبصار من جديد، بعد عملية جراحية خضعت لها على يد أطباء متطوعين أتراك، على إثر فقدانها البصر بسبب إصابتها بالماء الأبيض عقب وضعها مولودها.

فقدت سوراج، البالغة من العمر 24 عامًا والمقيمة في قرية عيسوان بمدينة تساوا جنوبي النيجر، البصر بسبب إصابتها بالماء الأبيض (إعتام عدسة العين) بعد عملية ولادة قيصرية.

هرعت الأم الشابة إلى المركز الصحي في مدينة تساوا، يحدوها الأمل بالإبصار مجددًا، بعد سماعها إعلانًا بث من خلال الإذاعة المحلية، عن وصول أطباء متطوعين أتراك في إطار أنشطة تطوعية تنظمها جمعية “منصة المتطوعين” التركية، لتقديم خدمات طبية مجانية.

لم تتمكن الأم النيجيرية من الدخول إلى المركز الصحي بسبب ازدحام المراجعين عند البوابة، حيث جلست وقد اعتراها الحزن، قبل أن تثير اهتمام الأطباء الذين سارعوا إلى تأمين دخولها إلى المركز الصحي.

خضعت سوراج لعملية جراحية من أجل إزالة الماء الأبيض، بعد خضوعها للفحوصات الطبية اللازمة، لتعود إلى المركز الصحي بعد بضعة أيام من أجل إزالة الضمادات.

وفور إزالة الضمادات عن عينيها التين أبصرتا النور، بدأت سوراج بشكر الأطباء الأتراك في موقف مليء بالمشاعر الإنسانية الصادقة.

الأم ترى رضيعها لأول مرة

وعقب إزالة الضمادات عين عينيها والتأكد من استقرار وضعها الصحي، احتضنت الأم النيجيرية رضيعها الذي رأته للمرة الأولى، ما أثار مشاعر إنسانية كبيرة في نفوس الأطباء الأتراك، الذين قدموا لها مساعدة عينية تعينها على دفع تكاليف عودتها إلى قريتها.

وقال سليم كنج، الطبيب الجراح الذي أشرف على عملية سوراج، إنه يشعر بكثير من السعادة لاستعادة الأم النيجيرية بصرها.

وأضاف كنج لمراسل الأناضول، أن الأم سوراج باتت قادرة من الآن فصاعدًا على الاعتناء بنفسها ورضيعها بشكل أفضل.

وتابع: “رؤية الفرحة في عيون الأم الشابة كانت لحظات لا تنسى ومليئة بالمشاعر الإنسانية التي يصعب نسيانها”.
“رؤية سوراج لرضيعها للمرة الأولى، كانت بمثابة مكافأة لفريق المتطوعين، جعلتهم ينسون تمامًا التعب بسبب ظروف العمل الصعبة في النيجر”، يضيف كنج.

وأشار إلى أنه يسافر إلى إفريقيا برفقة فريق من المتطوعين الأتراك منذ 11 عامًا، لتقديم الرعاية الصحية لسكان المناطق الفقيرة، وأنه أجرى خلال هذه السنوات العديد من العمليات الجراحية الناجحة التي رسمت البسمة على وجوه الفقراء.

وأوضح أن المساهمة في رفع مستوى وجودة الحياة للفقراء من سكان قارة إفريقيا، يساهم في دفع عجلة التنمية والاقتصاد داخل المجتمع.

ونوه كنج أن سكان القارة السمراء يواجهون مجموعة من المشاكل الصحية، وأن أمراض العيون تتصدر قائمة هذه المشاكل، لاسيما وأن الأشخاص ضعاف البصر يتعرضون للاستبعاد من قبل المجتمع.

وقال: “أكثر أمراض العيون شيوعًا في البلاد هو الماء الأبيض (إعتام عدسة العين)، علمًا أن هذا النوع من الأمراض يمكن التخلص منه بواسطة الجراحة لتعود البسمة وترتسم على وجوه الفقراء”.

“منصة المتطوعين” التركية

وتضم جمعية “منصة المتطوعين” لتقديم الخدمات الطبية، مئات من الأطباء والممرضات المتطوعين من تركيا، بقيادة رجل الأعمال التركي إبراهيم جيلان.

وتعمل الجمعية التركية منذ العام 2005، تحت شعار “توحيد الجهود التطوعية”، على تقديم الخدمات الصحية في العديد من أنحاء العالم، وخاصة في القارة الإفريقية.

ويجري متطوعو الجمعية الفحوص الطبية والعمليات الجراحية لصالح آلاف الفقراء والمحتاجين للخدمات الطبية، بدعم من وزارة الصحة التركية، ووكالة التعاون والتنسيق التركية (TİKA)، والخطوط الجوية التركية.
كما يسمح للجمعيات والمنظمات والأفراد من جميع أنحاء العالم بالمشاركة في هذه الخدمة الصحية التطوعية.

ونظرًا لعدم وجود عدد كافٍ من المستشفيات والأطباء والأدوية في القارة السمراء، فإن “منصة المتطوعين” ترسل فرقًا تطوعية إلى أكثر المواقع الفقيرة والنائية في البلدان الإفريقية.


مصدر الخبر :الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *