“بيبيك” إسطنبول.. ملتقى المشاهير وعشاق طبيعة البوسفور

“بيبيك” إسطنبول.. ملتقى المشاهير وعشاق طبيعة البوسفور

وكأنه يُقسم مدينة إسطنبول التركية كشطري قصيدة ساحرة، تتدفق مياه مضيق البوسفور بين قارتي آسيا وأوروبا، فيما تعزف السفن العابرة على أوتاره سيمفونية من الطبيعة المتناغمة.

وتعد المنطقتان الواقعتان على ضفاف الشطرين ملتقى للحضارات والآثار والثقافات التاريخية، كما تنتشر على أطراف المضيق عدة مناطق سياحية أبرزها “بيبك” على الجانب الأوروبي.

وتحظى منطقة “بيبك” بإقبال كبير بين السياح من مختلف الجنسيات، لما تقدمه من توليفة سياحية تجمع بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة، لا سيما في مشهد عبور البواخر بين البحرين الأسود ومرمرة.

وتحرص السلطات التركية على مراعاة اتخاذ أقصى درجات الإجراءات الاحترازية، لمنع تفشي فيروس كورونا وتوفير موسم سياحي آمن في البلاد.

*قلعة تاريخية

منحت الطبيعة مدينة إسطنبول جمالا خاصا متوجا بمضيق البوسفور ما جعلها قبلة لعشاق السياحة الشاطئية والتاريخية، فكل زاوية من المدينة التركية العريقة تفوح بالمناظر الساحرة بالتوازي مع المناطق الأثرية الزاخرة.

وتتمتع منطقة “بيبك” بنقاء الأجواء وسحر الطبيعة ما يجعلها مزارًا لسكان المدينة والولايات التركية والسياح الأجانب.

كما تضم المنطقة قلعة “روملي حصار” العثمانية، والتي تعد إحدى أعرق القلاع وأكثرها هيبة في تركيا، فضلا عن إطلالتها المميزة بين الأشجار على مضيق البوسفور.

وشيّد السلطان العثماني محمد الثاني، المعروف باسم “الفاتح”، القلعة في حوالي 4 أشهر، لتكون ركيزة لفتح القسطنطينية (إسطنبول) عام 1453، حيث يبلغ ارتفاع أسوارها 82 مترا.

وتتميز القلعة بأبراجها شاهقة الارتفاع والتي لعبت دورا حاسما في فرض الحصار حول المدينة عند فتحها من قبل العثمانيين، خاصة بموقعها المباشر على مضيق البوسفور لتقييد حركة مرور السفن، وإحكام السيطرة.

واختار السلطان الفاتح تشييد القلعة في ذلك الموقع لقطع خطوط الإمداد القادمة إلى القسطنطينية من البحر الأسود، وصد الهجمات المحتملة شمالي البوسفور، وهو ما ساهم عمليا في فتح المدينة.

وحديثا باتت القلعة التاريخية مقصدا للسياحة الداخلية والخارجية، كونها واحدة من أهم المتاحف والمواقع الأثرية، إذ تحوي أسوارا، وأبراجا، ومدرجا، وجامعا، إضافة إلى موقعها الساحر لالتقاط الصور التذكارية المميزة.

*فصوص الماس

وتقع المنطقة على ساحل البوسفور مباشرة، حيث يجمع المضيق البحرين الأسود ومرمرة، حيث تسير البواخر والقوارب يوميا بمختلف أحجامها تنقل البضائع وتنظيم جولات سياحية للزائرين.

كما تطل منطقة “بيبك” على “جسر السلطان محمد الفاتح” المعلق، حيث تتلألأ أضواء السيارات العابرة على الجسر ليلا، لتضفي سحرا مميزا على المنطقة بأكملها.

وتترصع الحدائق حول المنطقة كفصوص الماس بألوان أشجارها وزهورها، أبرزها حديقة التوليب الشهيرة، حيث تلتقي خضرة الأشجار مع زرقة المياه، لتهب نسمات طيبة خلال جولة التنزه في المنطقة وحدائقها.

فيما يشكل الشطر الآسيوي بإطلالته من منطقة “بيبك” إضافة طبيعية، ففي النهار له جمال جذاب، وفي الليل سحر خاص مع الأضواء المتميزة الصادرة عن المنطقة.

*ملتقى العشاق

وتتراص طاولات الإفطار والعشاء داخل المقاهي والمطاعم المنتشرة في منطقة “بيبك”، ليجتمع حولها العائلات والعشاق لا سيما في أيام العطل ونهايات الأسبوع.

كما يجتمع الأصدقاء على طاولات الغداء يوميا، لما توفره مقاهي ومطاعم المنطقة من ترفيه وسحر ومناظر خلابة بإطلالتها المباشرة على مضيق البوسفور.

وعادة ما تكون المنطقة محطة بارزة لمشاهير تركيا من الفنانين والممثلين والمطربين، إذ يقطن العديد منهم في الفلل والمنازل المنتشرة على مضيق البوسفور.

وعلى ضفتي طريق الساحل المتميز، يلتقي عشاق ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها، من المسير على الأقدام، وركوب الدراجات الهوائية، والركض، والمشي وصيد الأسماك، فضلا عن ركوب “السكوتر الكهربائي”.

وتشتهر منطقة “بيبك” ايضاً بعدد كبير من المتاجر التي تبيع عجينة اللوز الحلو ومحلات الحلويات، وكذلك عدد كبير ومميز من المطاعم والمقاهي، والتي تقدم أشهى وأطيب المأكولات التركية التقليدية والغربية والمأكولات البحرية.


مصدر الخبر :الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *