بجهود تركية.. خدمات تعليمية في 700 مدرسة لأبناء شمال سوريا

بجهود تركية.. خدمات تعليمية في 700 مدرسة لأبناء شمال سوريا

مرت 5 سنوات على تنفيذ تركيا عملية “درع الفرات” العسكرية، من أجل تطهير مناطق شمالي سوريا من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، فيما عملت الحكومة التركية، طوال هذه الفترة، على توفير الخدمات التعليمية لسكان المنطقة من خلال تجهيز ما يقرب من 700 مدرسة.

وأطلقت تركيا في 24 أغسطس/ آب 2016، عملية درع الفرات العسكرية لتحييد التنظيمات الإرهابية الموجودة في شمالي سوريا، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، في إطار حقها في الدفاع عن النفس المنبثق عن المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، وكذلك لضمان أمن حدودها ومواطنيها والمقيمين على أرضها.

وفي إطار العملية العسكرية المذكورة (درع الفرات)، حرّرت القوات المسلحة التركية ووحدات الجيش الوطني السوري مدينتي جرابلس والباب شمالي سوريا في فبراير/ شباط 2017 من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي.

كما حررت القوات المشاركة في العملية العسكرية ما مساحته ألفين و55 كيلومترًا مربعًا من سيطرة التنظيم الإرهابي خلال 217 يومًا، إضافة إلى تحييد أكثر من 3 آلاف إرهابي يتبعون لـ “داعش” خلال الأشهر السبعة التي شملت فترة العملية العسكرية.

وأعلن رئيس الوزراء التركي في ذلك الوقت، بن علي يلدريم، انتهاء العملية في 29 مارس/ آذار 2017، وبعد يومين، أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش التركي اكتمال العملية العسكرية بنجاح.

بعد الانتهاء من العملية، ركزت القوات المسلحة التركية، ووحدات الجيش الوطني السوري على ضمان أمن المنطقة وخلق الظروف اللازمة لعودة المدنيين النازحين بسبب الإرهاب.

وخلال السنوات الأخيرة، وصل عدد سكان منطقة درع الفرات إلى أكثر من مليوني نسمة، بفضل المساهمات الإيجابية التي تقدمها تركيا في مجالات الصحة والتعليم والخدمة بغرض إعادة الحياة إلى طبيعتها في هذه المنطقة.

– “درع الفرات” تمحو آثار الإرهاب بالتعليم

وتولي تركيا أهمية كبيرة لضمان استفادة سكان المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي في إطار عملية درع الفرات العسكرية في الشمال السوري، من حقهم في الحصول على التعليم.

ومع حلول الذكرى السنوية الخامسة لعملية درع الفرات، تمكنت المنطقة وبدعم من تركيا، من محو آثار الإرهاب وزيادة جودة التعليم خلال هذه الفترة. كما جرى تجديد المدارس المعطلة في المنطقة وبناء مدارس جديدة عند الحاجة وإعادة تدوير عجلة الحركة التعليمية.

وخلال العام الماضي، تلقى حوالي 200 ألف طالب وطالبة في سن الحضانة والمدرسة الابتدائية والإعدادية والثانوية تعليمهم في حوالي 700 مدرسة في منطقة عملية درع الفرات، والتي تم تجهيزها بدعم من وزارة التربية التركية.

وتعمل تلك المدارس على توفير أفضل الخدمات التعليمية لأبناء المنطقة من خلال تدريس المناهج التي حددتها الحكومة السورية المؤقتة وبإشراف أكثر من 8 آلاف و500 معلم يعملون من أجل خدمة الطلبة في منطقة درع الفرات.

– مواصلة بذل الجهود لتطوير قطاع التعليم العالي

واستنادًا إلى مرسوم رئاسي، صادر عن رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، تعمل جامعة غازي عنتاب التركية على توفير خدمات التعليم العالي في شمال سوريا، من خلال افتتاح كليتين ومدرسة مهنية واحدة في منطقة عملية درع الفرات.

كما يجري التخطيط لبناء المزيد من الوحدات التعليمية بما يتماشى مع متطلبات المجالس المحلية ومراعاة الاحتياجات التعليمية والتدريبية في المنطقة.

– الدعم التركي زاد من جودة التعليم

وقال براء ملا، أحد سكان مدينة الباب، إن المؤسسات التعليمية في المدينة تعرضت لأضرار جسيمة خلال سنوات الحرب الأهلية.

وأضاف ملا لمراسل الأناضول، أنه بعد عملية درع الفرات، تم إصلاح المدارس في المنطقة وتجهيز المؤسسات التعليمية، كما أن الدعم المقدم من تركيا زاد من جودة التعليم.

وشكر ملا كل من ساهم في عودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة، وأثنى على الدعم الذي قدمته تركيا من أجل توفير التعليم للطلبة في المناطق المحررة.

من جهته، لفت عمار خلف، أحد سكان مدينة الباب، إلى حقيقة أن الأنشطة التعليمية في المدارس توقفت أثناء احتلال تنظيم داعش الإرهابي للمنطقة.

وأضاف لمراسل الأناضول: “استخدمت المنظمات الإرهابية المدارس في المنطقة لأغراض مختلفة. لكن، وبعد نجاح عملية درع الفرات وتحرير المنطقة من الإرهاب، جرى تجديد وإعادة فتح المدارس المتضررة”.

– جزيل الشكر لتركيا

كما أعرب زكريا أحمد، أحد سكان مدينة الباب، عن سعادته بعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة.

وأضاف: “أتيحت الفرصة لأطفالنا لمواصلة تعليمهم غير المكتمل. قامت تركيا بتسريع العملية بالدعم الذي قدمته للمجالس المحلية في المنطقة”.

وقال: “قبل عملية درع الفرات، لم يكن بإمكان أطفالنا الذهاب إلى المدارس، إلا أنهم اليوم باتوا قادرين على العودة لمواصلة مسيرتهم التعليمية والحصول على تعليم حقيقي”.

وأردف: “نحن راضون جدًا عن جودة التعليم المقدم. شكرا لتركيا على الدعم الذي قدمته لمنطقتنا”.


مصدر الخبر :الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *