الأناضول: هكذا واجه سكان “إسطنبول” تفشي “الفيروس القاتل”

الأناضول: هكذا واجه سكان “إسطنبول” تفشي “الفيروس القاتل”

تعيش مدينة إسطنبول خلال الأيام الراهنة، تجربة نادرة في ظل استجابة المواطنين النموذجية للتدابير التي حثت الحكومة التركية على اتباعها لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.
ووفقا لهذه التدابير، طلبت الجهات الرسمية من المواطنين البقاء في منازلهم، للحيلولة دون إعطاء فرصة للفيروس للانتقال بينهم والتسبب فيما لا تحمد عقباه.
وخلت شوارع المدينة التاريخية من المارة في مشهد قل نظيره في هذه البقعة من العالم التي لا تهدأ أبداً، حيث يزورها سنوياً عشرات الملايين من السياح من أقطاب الدنيا الأربعة.
خلو الشوارع والمرافق العامة والأسواق من المارة ليس بقرار حظر تجول، بل باستجابة وطنية طوعية تؤكد انتماء المواطنين لبلدهم وتحقيقاً للمصلحة العامة.
استجابة السكان للتدابير الوقائية، دفعت والي إسطنبول، علي يارلي كايا، إلى الإشادة بالتزام أهالي المدينة وشكرهم على ذلك، مقدراً لهم هذا الانضباط الوطني المسؤول.
جاء ذلك في تغريدة نشرها على موقع التدوينات المصغرة “تويتر”، الأحد (29 مارس آذار)، أرفقها بمجموعة من الصور لمناطق حيوية في إسطنبول تؤكد التزام السكان بمنازلهم.
السكان من جهتهم استغلوا أوقاتهم داخل المنازل وحولوها لفرص ممارسة هواياتهم التي حرموا منها بسبب ضغط العمل.

فوق الـ 65 عاماً:
لطفية شكران كونجو، ربة منزل تبلغ من العمر 72 عامًا، قالت إنها فضلت البقاء في المنزل التزامًا بتوجيهات وزارة الداخلية، والمتعلقة ببقاء المواطنين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر في منازلهم، ونصحت كونجو أقرانها بالتزام منازلهم حرصاً على سلامتهم.
وتابعت: أمارس رياضة المشي في المنزل وتأدية العبادات.. بالطبع، لدي شيء أفتقده وهو حفيدي وأبنائي. أتحدث إليهم من وقت لآخر عبر منصات التواصل الاجتماعي.

العمل من البيت:
المصممة المعمارية هلال عربه جي، قالت إنها تواصل العمل من المنزل مثل العديد من زملائها، التزامًا بالتدابير الوقائية.
وأضافت عربه جي المهتمة بالرسم على الزجاج، أن ممارسة الهوايات والنشاطات تعتبر أحد الأسباب التي تجعلها لا تشعر بالملل أثناء وجودها في المنزل.

وأشارت المعمارية إلى أنها تقضي وقتها أيضًا مع 3 قطط، وصفتهم بـ “رفقاء الدرب”، وقالت: يمكن للناس تغيير حياتهم وجعل أوقاتهم ممتعة من خلال ممارسة الهوايات والنشاطات المختلفة.
ولفتت عربه جي إلى أن البقاء في المنزل يتسبب في بعض المشاكل بالعمل، نعمل على تجاوزها قدر الإمكان، في ظل هذه التجربة النادرة.
وتابعت: الأمر متروك لنا. علينا البقاء في المنزل وتحمل هذه المرحلة الصعبة. أتمنى من الحكومة زيادة الدعم المقدم للموظفين خاصة أولئك الذين يواجهون صعوبات في تأمين مصاريفهم في هذه الفترة.

تركيب صور:
بهار كونجو، التي تعمل مديرة في شركة خاصة، قالت إن البقاء في المنزل شكل لها فرصة لقضاء المزيد من الوقت مع ابنتها.
وأضافت أنها تتابع أعمالها من المنزل، وأنها تقضي وقتًا ممتعًا مع ابنتها “آدا” بتركيب أحجية الصور المقطوعة ومتابعة دروس ابنتها.
وقالت: نحاول أن نجعل الوقت ممتعًا من خلال تركيب الصور. وأنصح الجميع بالبقاء في منازلهم من أجل صحتهم وصحة أحبائهم.

دوام جزئي:
من ناحيته، قال أردم أقطوب، الذي يعمل في حوض بناء سفن، إنه يضطر خلال هذه الفترة، للذهاب إلى الحوض لقضاء بعض الأعمال الضرورية لمدة ساعتين كل يوم.
وأضاف آقطوب، أنه يقضي في المنزل أوقاتًا مفيدة من خلال العزف على الطبل، وهي هواية ودّ كثيرًا تعلمها في وقت سابق.
بدورها، قالت أخصائية الطب النفسي دنيز شيمشك، إنها ألغت أو أجلت العديد من المواعيد، في إطار الالتزام بتعليمات وزارة الصحة للوقاية من الإصابة بالفيروس.
وأضافت أنها مهتمة بممارسة مجموعة من الهوايات التي تمنت ممارستها سابقًا ولم تكن تمتلك القدرة على ذلك بسبب ضغوط العمل.
وقالت: الآن أقضي وقت فراغي في العزف على الغيتار. أستطيع القول إني أقضي وقتًا ممتعًا في ممارسة هذه الهواية.

بيتي ورشتي:
فنانة الخزف أصلي أيدمير تنفذ أعمالها من بيتها، الذي يحتوي على ورشة تصميم ورسم خاصة بها.
وذكرت أيدمير أن وجود ورشتها ضمن المنزل سهل عليها مواصلة عملها بشكل فعال، ولاسيما خلال هذه الفترة، حيث تسعى البشرية لوقف انتشار فيروس كورونا.
وأشارت أيدمير إلى أن هذه الفترة وفرت لها فرصة لتخصيص مزيد من الوقت من أجل إنهاء بعض أعمالها المتراكمة والبحث عن أفكار جديدة لتطوير عملها.


مصدر الخبر :الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *