هل تبقى تركيا في أفغانستان دون موافقة طالبان؟

هل تبقى تركيا في أفغانستان دون موافقة طالبان؟

أصبحت مسألة تولي القوات التركية أمن وتشغيل مطار العاصمة الأفغانية كابل، أحد أهم الموضوعات التي يجري النقاش حولها مع الانسحاب الأمريكي من البلاد.

 

وقالت صحيفة “حرييت” في تقرير ترجمته “عربي21″، إن القضية أثيرت أمس خلال الاجتماع الثنائي بين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن في بروكسل، ولكن التساؤلات المطروحة، تدور حول المخاطر التي ستواجهها القوات التركية بعد الانسحاب الأمريكي، وهل من المناسب لتركيا المجازفة؟

 

ونقلت الصحيفة رأي وزير الخارجية التركية الأسبق، والذي عمل أيضا ممثلا سابقا لحلف شمال الأطلسي “ناتو” في أفغانستان، حكمت تشيتين، والذي يلقب بالأوساط الأفغانية بـ”الأخ الكبير حكمت”.

 

وقال تشيتين، إنه يؤيد بقاء القوات التركية في أفغانستان، والتي سيكون لها اسهامات كبيرة، مستدركا بأنه يجب أن لا تترك تركيا وحدها هناك، لا سيما أن الوضع في تلك البلاد أسوأ مما هو عليه عن السابق.

 

وأشار إلى أن حركة طالبان تسيطر على جزء كبير من الأراضي الأفغانية وتضاريسها، باستثناء كابل، ومع انسحاب الولايات المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل، فليس من الصعب التنبؤ بأن فترة حرجة للغاية ستدخلها البلاد.

 

ولفت إلى أن أفغانستان ستواجه مشاكل كبيرة في الفترة الانتقالية، وطالبان ستبدأ في تقاسم السلطة من خلال الانضمام للحكومة والتي ستواجه في تشكيلها تعقيدات كثيرة، وعليه فإنه لا يوجد في الأفق أي معالم استقرار في البلاد.

   

وشدد على أهمية باكستان كجزء من الحل في أفغانستان، مشيرا إلى أن البلاد بحاجة ماسة لحزمة مساعدات اقتصادية لضمان استقرارها، بالإضافة إلى دعم الجيش ماليا.

 

ورأى أن الولايات المتحدة يجب أن تلعب دورا مهما لتوفير تلك المساعدات لأفغانستان.

 

وحول بقاء القوات التركية في أفغانستان وتشغيل مطار كابل، رأى أن قوات بلاده يمكنها أداء هذه المهمة على أفضل وجه إذا تم استيفاء بعض المتطلبات، وستكون ناجحة للغاية.

  

وتابع المسؤول التركي: “لدى القوات التركية بالفعل الخبرة اللازمة، حيث قامت بهذه المهمة مرتين في إطار الناتو في الماضي”.

وأضاف وزير الخارجية الأسبق، أن المطلوب من تركيا أيضا، لعب دور في تدريب عناصر الجيش والشرطة في المرحبلة المقبلة.

 

ولفت إلى أن تركيا لديها مكانة كبيرة لدى الشعب الأفغاني، ويرجع ذلك لأسباب كثيرة، وقد قدمت مساهمات كبيرة لهذا البلد في العديد من المجالات، بما في ذلك تدريب الجيش منذ عهد أتاتورك.

 

وأوضح أن عدد كبيرا من المسؤولين الأفغان في مناصب عليا، تخرجوا من تركيا، كما أن الشعب الأفغاني هو الأكثر حبا لتركيا في العالم.

 

وقال تشيتين، إنه وفقا لاتفاق طالبان مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان مطلوبا من جميع القوات الأجنبية مغادرة أفغانستان في 1 أيار/ مايو، ولكن إدارة بايدن مددت ذلك حتى 11 أيلول/ سبتمبر المقبل.

 

وأضاف أن طالبان أعلنت مؤخرا أنها لن تقبل بأي قوة أجنبية بناء على هذا الاتفاق، وهي ترى أن تركيا كقوة أجنبية ضمن حلف “الناتو”، ولذلك فهي تعارض بقاءها.

 

ورأى أن بقاء القوات التركية في أفغانستان مرهون بموافقة طالبان، ومخاطر البقاء دون ذلك سيخلق مشاكل كثيرة.

 

وتحدث المسؤول التركي، عن صيغة أخرى لبقاء القوات التركية، موضحا أنه يمكن الذهاب إلى أفغانستان باتفاق ثنائي وبعيدا عن الهوية الدولية، بعد انسحاب جميع القوات الأجنبية.

 

وأضاف أنه في هذا السياق، المطلوب من مؤسسات مثل حلف “الناتو” والأمم المتحدة دعم تركيا.

 

وشدد على أن أي اتفاقيات دون موافقة طالبان، ستعرض تركيا لمخاطر أمنية كبيرة هي في غنى عنها.

 

هل يمكن إقناع طالبان؟

وفي حديثه يعود تشيتين للوراء في محادثات سابقة مع طالبان، لافتا إلى أن اعتراض الحركة بالنسبة لتركيا هو لكونها جزءا من قوة دولية.

 

وأضاف: “في حديث سابق، أبلغني قادة طالبان بأنهم يتعاملون معنا كأشقاء، لكنكم جئتم ضمن قوة دولية (الناتو) كما يرون”.

وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قال متسائلا: “ما هي ظروفنا؟ الدعم السياسي والمالي واللوجستي. في حالة توفيرها، يمكننا البقاء في مطار حامد كرزاي الدولي. نحن ننتظر الجواب في ما يتعلق بأوضاعنا”.

 

وقد يساعد تأمين مطار كابل في إقناع بعض الدول بالإبقاء على وجود دبلوماسي في أفغانستان، وكانت أستراليا قد أغلقت سفارتها هناك الشهر الماضي لاعتبارات أمنية.

 

ولدى تركيا أكثر من 500 جندي في أفغانستان ضمن مهمة حلف الأطلسي لتدريب قوات الأمن الأفغانية.


مصدر الخبر :موقع "عربي 21" الكاتب :عماد أبو الروس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *