تركيا.. كسوة للكعبة ترجع للقرن الثامن عشر

تركيا.. كسوة للكعبة ترجع للقرن الثامن عشر

بدأ متحف الآثار الوقفية في العاصمة التركية أنقرة، بعرض كسوة للكعبة ترجع للقرن الثامن عشر، التي تم إعادتها إلى تركيا أثناء محاولة بيعها لتاجر تحف في العاصمة البريطانية لندن.

ويجري عرض غطاء الكعبة المذكور على الزوار في متحف الآثار الوقفية، بعد إتمام إجراءات الترميم التي أجريت عليه على يد فريق من خبراء الترميم.

وتبذل تركيا جهودًا استثنائية مع الدول المعنية لإعادة القطع الأثرية المهربة إلى الخارج، خاصة تلك التي جرى تهريبها منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

ويعمل مكتب مكافحة التهريب الذي تأسس عام 2002 تحت إشراف وزارة الثقافة والسياحة التركية والمديرية العامة للأوقاف، على إعادة الأصول الثقافية والتاريخية المهربة.

استعادة 620 قطعة أثرية

ويقوم مكتب مكافحة التهريب في المديرية العامة للأوقاف بإعداد بطاقات تعريفية رقمية بالمفقودات الخاصة بالقطع الموهوبة للمساجد والجوامع (تعرف في تركيا باسم تبركات) من قبل الأشخاص أو المؤسسات الخيرية والترجمات المتعلقة باللغة الإنجليزية.

ويتم إرسال المعلومات المعدة إلى الممثليات التركية في الدول الأجنبية عبر وزارة الخارجية التركية، ووسائل الإعلام ذات الصلة، والوحدات الأمنية، والشرطة الدولية (الانتربول)، والجمارك، وإدارات الولايات والمتاحف.

وعندما يتم تحديد موقع القطع المدرجة على قائمة المفقودات، يجري إبلاغ الوحدات ذات الصلة من أجل ضبط تلك القطع وإيقاف أنشطة مكتب المزايدات الذي يعمل على تسويقها.

وتمكن مكتب مكافحة التهريب منذ تأسيسه عام 2002 وحتى نهاية عام 2019، أي على مدى 17 عاما، من استعادة 620 قطعة أثرية مدرجة على قائمة المفقودات، بينها مخطوطات من القرآن الكريم، وقطع خزفية وخشبية.

اختفاء الكسوة عام 2003

الكسوة المنسوجة يدويًا والذي يعود تاريخ حياكتها إلى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، جري تهريبها من تركيا عام 2003، ويُعتقد أنها كانت هدية الداماد إبراهيم باشا إلى مسجد قورشونلي في مدينة نوشهر (وسط تركيا).

وتم ضبط الكسوة أثناء محاولة بيعها لتاجر تحف في لندن، وقد جرى تحديد موقعها بعد أن طلب تاجر للتحف من متحف قصر “طوب قابي” معلومات حول غطاء الكعبة المفقود.

ونتيجة للعمل المشترك الذي قام به مكتب مكافحة التهريب في مديرية الأوقاف والمؤسسات ذات الصلة، تمت إعادة كسوة الكعبة المشرفة إلى تركيا عام 2004.

بعدها، تم إحضار الكسوة إلى متحف الآثار الوقفية في العاصمة أنقرة والذي تم افتتاحه عام 2007، وإيداعه في صالة خاصة ضمن المتحف، بعد إجراء مجموعة من أعمال الترميم في مختبر متحف إسطنبول للخط والآثار الوقفية، قبل أن يجري عرضها على الزوار اعتبارًا من العام الماضي.

وتعكس الكسوة فنون وزخارف القرن الثامن عشر، حيث جرى تزيينها بزخارف نباتية تمثل سعف النخيل ونقوش بخط الثلث على شكل قطرة ماء مرصّعة بخيوط ذهبية وفضية.

جهود متواصلة

وقال برهان إرصوي، مدير الأوقاف العامة في أنقرة، إن الجهود المبذولة لإعادة العديد من الأصول الثقافية مثل شواهد القبور والشمعدانات والسجاد والبسط والمخطوطات والوثائق والمخطوطات إلى تركيا لا تزال جارية على قدم وساق.

وذكر أرصوي لمراسل الأناضول، أن المديرية العامة للأوقاف في تركيا تعمل على استعادة تلك الأصول ومنع تهريبها بالتعاون مع الجهات الأمنية والانتربول.

وشدد على أهمية إعادة القطع الأثرية والأصول الثقافية إلى البلدان الأصلية، وأوضح أن بعض القطع الأثرية المهربة لا تزال معروضة في المتاحف حتى يومنا هذا.

وختم قائلًا: “المديرية العامة للأوقاف لا تذخر أي جهد من أجل استعادة جميع أنواع الأصول الثقافية والقطع الأثرية المهربة والمفقودة، وتعمل على تحديد مواقع تلك الأصول والقطع خطوة بخطوة”.


مصدر الخبر :الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *